نايف الحربي - الرياضتصوير - عبدالرحمن العنقري أطلق أمير الرياض يوم أمس الأول أعمال تنفيذ مشروع «مترو الرياض» بتكلفة إجمالية تتجاوز 84 مليار ريال، كما أعلن سموه عن ترسية عقد التنفيذ على 3 ائتلافات عالمية، مؤكدًا حرص خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات العالمية، وعلى أكمل وجه وأن يكون في موعده المحدد خلال أربع سنوات، مؤكدًا أن مترو الرياض هو الأكبر من نوعه في حجمه على مستوى العالم. ووجه أمير الرياض دعوة لأهالي العاصمة طالبًا منهم التعاون في استيعاب متطلبات المشروع الإنشائية والآثار، التي قد تنجم عن سلاسة الحركة المرورية، والتقيد بالتنظيمات المرورية المؤقتة، حتى يقطف الجميع ثمار هذا المشروع الكبير. وأعرب الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز عن الفخر والاعتزاز بصدور الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- على ترسية عقود مشروع قطار الرياض على الائتلافات العالمية الفائزة بتنفيذ المشروع. وقال: «أتوجه إلى الله العلي القدير بالشكر أن يسَّر انطلاق هذا المشروع، وأسأله جلت قدرته، أن يتمه بفضله، وأن يكتب فيه الخير والمنفعة لعاصمتنا الغالية بساكنيها وزائريها». وأضاف: «أرفع أصدق وأجل المشاعر بالشكر والعرفان والامتنان الكبير نيابة عن أهالي وقاطني مدينة الرياض وعن زملائي في اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ المشروع واللجان العاملة كافة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تبنيه هذا المشروع وتوجيهاته المستمرة والسديدة بسرعة إنجازه وفق أعلى المواصفات العالمية وعلى أكمل وجه؛ ليكون في متناول سكان الرياض في موعده المحدد بإذن الله؛ إذ يعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في حجمه ومكوناته وتقنياته وتكامله مقارنة مع شبكات النقل الأخرى». وكشف أمير الرياض عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على رغبة أهالي مدينة الرياض في تسمية المشروع «مشروع الملك عبدالله للنقل العام بمدينة الرياض- القطار والحافلات»، عرفانًا وامتنانًا لما يقدمه -حفظه الله- لهذا الوطن من أعمالٍ خالدة. وقال: «الشكر والتقدير لمهندس الرياض الأول، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.. الذي كان هذا المشروع ثمرة من ثمار غرسه ونتيجة لنظرته الثاقبة، التي قادت مختلف جوانب التنمية في منطقة الرياض نحو التطور والازدهار؛ لتكون الرياض حاضرة عالمية كبرى، أخذت مكانها اللائق بين مدن العالم المتقدم». وأضاف: «لا يفوتني أن أنوّه بالجهود العظيمة، التي دفعت هذا المشروع من التخطيط إلى الإنجاز لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي وضع الأساس والمعايير التي انطلقت بموجبها عملية الاستعداد للتنفيذ، عندما بادر سموه فور صدور الموافقة الكريمة بتشكيل لجنة عليا تتولى الإشراف على تنفيذه، باتخاذ مجموعة من القرارات المهمة، مهدت للمراحل التأسيسية لهذا المشروع». وتابع الأمير خالد بن بندر: «إن هذا المشروع الذي يهدف إلى تيسير حياة المواطنين وتخفيف أعباء التنقل عن كاهلهم يجمع بين تعزيز مكانة السعودية ودعم مقوماتها الحضارية كوحدة من أسرع الحواضر في العالم نموًا». ولفت إلى أن «التقديرات أن ينمو عدد سكان مدينة الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حاليًا إلى أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة خلال السنوات العشر المقبلة، إضافة إلى توسع مساحتها متجاوزة ثلاثة آلاف ومائة كيلومتر مربع، وتزايد أعداد المركبات، التي بلغت هذا العام أكثر من مليون ونصف المليون مركبة، تقطع يوميًّا سبعة ملايين رحلة، وهو ما يتطلب توفير بدائل مستدامة وأكثر فاعلية للوفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة». واعتبر أن «قطاع النقل في المدن الكبرى يعد بمنزلة شرايين للحياة للمدينة؛ وعليه تعتمد قطاعات النمو والتطور الأخرى: عمرانيًّا، واقتصاديًّا، وبيئيًّا، وحضاريًّا، وبمقدار كفاءة النقل وتطوره المستمر ستكون مجالات التنمية وقطاعات التطور الأساسية في المدينة قابلة للنمو والتطور». وقال: «حظي مشروع النقل العام في مدينة الرياض بدراسات مستفيضة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وفق معايير ومقاييس ثابتة أثمرت وضع خطة شاملة لهذا القطاع، شملت شبكة للنقل بالقطارات الكهربائية وأخرى للنقل بالحافلات». وبين أنه «روعيَ عند تحديد مسار الشبكتين المواقع التي تتركز فيها: الكثافة السكانية، مناطق الجذب المروري، مناطق المرافق الحكومية، الأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، كما اشتملت على تجهيز مختلف عناصر المشروع من دراسات اقتصادية، تصاميم هندسية، ومواصفات فنية». وقال: «من المنتظر أن يسهم المشروع بإذن الله تعالى، إضافة إلى عوائده المباشرة على الاقتصاد والعمران والمرافق والخدمات، في حماية البيئة بخفض نسبة تلوث الهواء، وتقليص التكاليف الناجمة عن الحوادث المرورية والازدحام، وغيرها من العوائد». وتابع: «سيتيح المشروع رفع نسبة الرحلات اليومية بواسطة وسائل النقل العام في مدينة الرياض إلى نسب مضاعفة لأكثر من عشرين ضعفًا عما هي عليه حاليًا». واعتبر أن «الموافقة السامية الكريمة وتشكيل اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ المشروع بمنزلة إشارة الانطلاق لتحديد خطوات تنفيذ المشروع؛ فقد أشرفت اللجنة على تأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة في إطار من الوضوح التام ووفق أعلى المواصفات التقنية والفنية في هذا المجال». من جانبهم أعرب ممثلو الائتلافات الفائزة بتنفيذ المشروع عن اعتزازهم وفخرهم بالمشاركة في تنفيذ هذا المشروع، مؤكدين أنه سيكون الأحدث والأكبر على مستوى العالم، كما أكدوا التزامهم في تنفيذ المشروع خلال المدة الزمنية المحددة. حضر الحفل صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومسؤولو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأعضاء اللجنة المشرفة على المشروع، وعدد من المسؤولين ومجموعة من رجال الأعمال ورؤساء تحرير الصحف ومندوبو وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وذلك في قصر الثقافة بحي السفارات. المزيد من الصور :