د. عبد العزيز حسين الصويغ "كانت كلماته غاية في العذوبة.. سهلة إلى أبعد حدود السهولة.. بسيطة إلى أعمق مدى، تصل إلى العامة ومحدودي الثقافة بسرعة خارقة. أفكاره في متناول الجميع، ليس فيها تعقيد ولا لبس، بل هي بسيطة للغاية، لا نجد أصدق منها للتعبير عمّا نرغب". هذه كلمات قالها السيد الحراني في مؤلفه بعنوان: (الفيلسوف المشاغب.. مصطفى محمود) الذي صدرت طبعته الأولى عن دار الكتب للنشر والتوزيع عام 2011. وكان منافسو مصطفى محمود -كما يقول المؤلف- كثيرين جدّاً منذ الطفولة وحتى وفاته. ولكنّه استطاع أن يتفرّد عليهم بعلمه وفكره الذي ربما لم يستوعبه الكثيرون حتى الآن. وقد كنتُ شخصيّاً أحد محبّيه، وكان لي فرصة لقائه أكثر من مرة. وهذه بعض مقتطفات تويترية من أقوال هذا الأديب الكبير والفيلسوف المُشاغب، استقيتها من بعض مؤلفاته العديدة لأشارك فيها القرّاء الكرام: - (أشعر أحيانًا أن تحت أقدامنا فتيل قنبلة دينية زمنية، وأن النار تسرح في الفتيل، وأن القنبلة وشيكة الانفجار.. وأننا في أشد الحاجة إلى طلائع لترشيد هذا الحماس الديني وتنويره حتى يأتي التحوّل بإصلاح وليس بموجات جديدة من الجرائم..). - (المتعصّبون من جميع الأديان ليسوا في الواقع على دين سوى دين نفوسهم.. فهم عابدون لذواتهم ولتصوراتهم الشخصية، وليس لله الواحد الداعي إلى التواضع). - (لابد من تقديم الدين في روحه وجوهريته وليس في شكلياته.. الدين كتوحيد وخلق ومسؤولية وعمل بالدرجة الأولى، الدين كحب ووعي كوني وعلم وتقديس للخير والجمال). - (لم يضر الإسلام شيء مثلما ضرّته الانقسامات والاختلافات حول الشكليات والمظاهر، والاستغراق في هذه التفاصيل إلي درجة نسيان لب الموضوع). - (المطلوب فهم جديد عصري يطرح الخلافات حول القشور من الدين، ويدع تلك القشور، وينفذ إلى الروح ليستطيع مخاطبة العقل العصري المصاب في صميمه). - (هذه البلاد التي عرفت الله.. لا تجد فيها كافرًا واحدًا حقيقيّاً.. وإنما تجد فيها أهل غفلة، وأهل هوى، وأهل دنيا). - (الدين لا يمكن غرسه بالإكراه، والفضائل لا تولد عنوة. إن الصيحة التي يمكن أن يطلقها الدعاة اليوم هي: أصلح نفسك). - (إن تغيير القلوب عمل إلهي وليس عملاً بشريًّا والله يقول لرسوله الكامل: (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).. الأنفال: 63. - (إن الشر والفساد له دورة يدور فيها يوزع فيها الأضرار على كل من يمر بهم، ولا يزال يتنقل حتى يصل إلى صاحبه فيصيبه.. وهذه الدورة لا تُعفي أحدًا). - (كلنا في نفس السفينة، والذي يخرق السفينة أو يحاول أن يسرق منها لوحًا أو مسمارًا سيكون نصيبه الغرق مع الباقين. لن يقول أفلت بنصيبي من مجتمع المغفلين.. فحقيقة الأمر أنه أول هؤلاء المغفلين وأكثرهم غباءً. وأنه لن يفلت. وإنّما أذكى الكل هو الصادق المستقيم الفاضل الأمين). - (معرفة الله هي خشيته، وخشيته طاعته، ومن لم يطع ربّه فما عرفه، ولو كتب المجلدات، ودبّج المقالات، وألّف روائع النظريات). * نافذة صغيرة: (كان مصطفى محمود مفكرًا كبيرًا لا يعمل من أجل نفسه، وإنّما من أجل البشرية، فكان رجل يقول كلماته ويمضي.. ولذلك سيظل مصطفى محمود الأكثر حضورًا وانتشارًا بين طبقات العامة والمثقفين بكلماته السهلة، وفكره الذي رفضه أصحاب العمائم ولكن تقبله الفلاح البسيط في الدلتا والصعيد). السيد الحراني. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain