د. عبد العزيز حسين الصويغ جميلة هي الكلمة المقتضبة التي نقلها الصديق الأستاذ عدنان صعيدي على لسان فضيلة الشيخ عبد الله بن بية أحد أبرز المشاركين في مؤتمر صورة الآخر الذي أقامه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات أخيراً في فيينا، والذي حضره أبرز القيادات الدينية والخبراء وأصحاب القرارات العاملين في المجالات التربوية والثقافية من 90 دولة من مختلف الأديان والثقافات. فقد شرحت باختصار المقصود من (الآخر). فالأصل، كما يقول الشيخ بن بية، أن الآخر دائما في صراع ونزاع مع الآخر . . لكنني "أنا الآخر بالنسبة لكم، فأنا لا أتحدث الانجليزية، وانما العربية والفرنسية وسأتحدث بالعربية وبذلك أكون أنا الآخر". *** الآخر إذا ليس شرطاً أن يكون من غير مجتمعك، أو دينك، أو أيدلوجيتك. فقد تكون أنت هو الآخر بالنسبة لغيرك ممن يختلف معك في المشارب أو التوجهات أو التطلعات العلمية أو الثقافية أو الدنيوية .. وقد يكون مجرد الاختلاف في اللون هو من يجعل منك آخر بالنسبة لغيرك، أو من غيرك بالنسبة لك. وهكذا فعندما قال رسولُ اللهِ "صلى اللهُ عليهِ و سلم: (لا فرق بين عربي ولا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)، فإنما كان يُقرب الآخر ويزيل الفوارق بين الناس. فهي بذلك أول دعوة للتقريب بين الناس وتقبل أخيك كما هو .. بغض النظر عن لونه أو سحنته أو توجهه في الحياة، وتسخير هذا الاختلاف لصالح المجتمع. *** المثل البارز لتسخير الاختلاف بين عناصر المجتمع لما فيه مصلحة المجتمع وفائدته نراه في كندا، فهي من الدول البارزة التي يتمتع فيها المهاجرون من مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والدينية بحقوق متميزة تفوق كثيراً من الدول التي تستقبل المهاجرين، بل تفوق تلك الحقوق التي كان يتمتع بها بعض هؤلاء المهاجرين في دولهم الأصلية. ويعتبر ميثاق الحقوق والحريات الكندي (The Charter of Rights and Freedoms)، الذي يعود الفضل فيه لرئيس وزراء كندا السابق بيير ايليوت ترودو، من المواثيق القليلة في العالم التي اعترفت بالتعددية الثقافية للبلد. *** إن أبرز عيوب بعض المجتمعات هو التعصب لقيمهم وخصوصيتهم وتجاهل قيم ومعتقدات وثقافات الآخرين بهدف فرض معتقداتهم وثقافاتهم بالقوة وهذا لا يتطابق مع واقع العصرالحديث الذي يتسم بالقفزات المذهلة في أدوات الاتصالات الحديثة. فالمجتمعات الاسلامية مطالبة بتحديث طرق التواصل مع المجتمعات التي تختلف عنها من حيث الثقافات والمعتقدات الدينية والنمط المعيشي لكي تستطيع التعامل مع غيرها دون حواجز نفسية أو قيود صارمة. والتخوف من الآخر وثقافته والتقوقع داخل خصوصية وهمية، هو مصدر ضعف لا مصدر قوة. نافذة صغيرة: [[نشر الدين الاسلامي يتطلب أولاً أن نرفع الحواجز وان ننشر أدبيات الإسلام الحنيف، دين المحبة والسلام والتنديد علانية بما يقوم به المسلمون المهووسون في شتى أنحاء العالم. وبهذا نكون قد خدمنا ديننا وأنفسنا.]] القارئ كاظم مصطفى، «الولاياتالمتحدةالأمريكية» [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain