رمضانُ بدرٌ والشهور سماءُ والبدرُ في غسقِ السماء ضياءُ يا خيرَ شهرٍ في الحياةِ تحيةً أنت الكريمُ وفضُلك النعماءُ شفَّ الفؤادُ فما أقولُ قصيدةً إلا وأنتَ بدايةٌ طغراءُ لي في رحابِك كلَّ عامٍ نفحة ٌ علويةٌ قدسيةٌ عصماءُ تُملي عليّ لآلئاً قد صغتُها شعرًا فيرقب حسنَها الحكماءُ لو كنتُ في العصرِ القديمِ لكان لي بعكاظِ مكةَ قبة ٌحمراءُ مرّت شهورُ العام فهي بطيئة ٌ حتى أتى بهلالك البُشراءُ فاستبشرت شمسُ النهار وأسرعت للأرضِ يحدوها سنا وسناءُ والكونُ فاض من الهداية نفحة ً علويةً قد زانها إصغاءُ للآي للذكرِ الحكيم وفيضِه للصومِ فيك من الصفا آلاءُ مرّت عصورُ الدهرِ في أفلاكِها ما بين سعدٍ زانها وشقاءُ والآن أنظرُ للضحايا هزِّني ألمي ففاضتْ أدمعي الخرساءُ والكلُ يبكي من شديدِ مصابهم فاضت دموعُ العين فهي دماءُ يتساءلون.. أيجهلون طريقهم؟! وطريقُهم دينُ الهدى وضّاءُ كيف السبيلُ لوحدة ٍعربيةٍ؟ تحمي الحمى مما قضى الأعداءُ قالوا: اللسانُ يقيمُ فينا وحدةً إن كان ذاك فأيها الشعراءُ جودوا بقول في الفصاحة آيةً وبمثل ذا فليفعل الأدباءُ قالوا: المكانُ يقيمُ فينا وحدة ً إن كان ذاك فأيها الحكماءُ ضموا شتاتَ الأرضِ وهي قريبة ٌ وابنوا الجسورَ إذا أتاكم ماءُ لا باللسانِ ولا المكانِ توحّدت أممٌ - نراها في العلا- غراءُ ولمَ الشتاتُ وراءَ أسباب العلا والدينُ حصنٌ للعلا و بناءُ هيّا لدين السلم فهو رجاؤنا إن كان في هذي النفوس ولاءُ فإذا أردنا عِزة فبديننا هو للكرامة والفخار نداءُ وإذا أردنا عزةً في غيره جاءت إلينا الضربةُ النجلاءُ ولقد أتتنا حين فُرِّق جمعُنا فتصارعت من بيننا الأهواءُ ضموا قلوبَ الناس تُجمع أرضُكم كيفَ التجمعُ والقلوبُ هواءُ؟ بالدين تجتمع القلوب وشعبها بالدين عند المصلحين دواءُ محمد السيد حسين – جدة