الهم الكبير الذي يحمله قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي فيما يتصل بالحركة الجامعية في إيران هو الحفاظ على عنصري طلب العلم والنهج الرسالي والاهتمام بديناميكيتهما حيث ينظر سماحته لهذين العنصرين كأهم وأثمن رأسمال بالنسبة للوسط الجامعي. طهران (فارس) وذكرالكاتب الإيراني «محمد مهدي تقوي» في تحليل حول الموضوع أن الحركة الجامعية في إيران، التي تحتفل بميلادها الستين تشهد اليوم تحولا على الصعيدين السياسي والعلمي وقال: «لقد طوت الحركة الطلابية الإيرانية صفحة التوجهات الحزبية الزائفة وهي تعيش الآن عصر تحقيق تطلعاتها الذاتية المتمثلة بالخطاب المطالب بالعدالة والرفعة». وإشارة للأهمية الفائقة للقاء الرمضاني السنوي الحميم لقائد الثورة مع حشد من طلبة الجامعات في أجواء تسودها الالفة يتبادل فيها معهم بإسهاب الحديث حول آفاق الحركة الطلابية ذكر الكاتب: «أهم تساؤل أثار اهتمام الأوساط العلمية في هذا اللقاء هو: ما الاستراتيجية التي ستتبعها الحركة الجامعية في ظل التجاذبات السياسية الموجودة»؟ وموضحا أن بعض المحرضين على فتنة عام 2009 باتوا يخططون في الآونة الأخيرة لإثارة البلبلة والتوترات السياسية في الأجواء الجامعية أضاف تقوي: «ما يشغل ذهن الطالب الجامعي الرساليّ في مثل هذه الظروف أمران». وفيما بين أن الأمر الأول هو اسلوب مشاركة الطالب الجامعي في المعترك السياسي بشكل هادف ومستقل بعيدا عن التجاذبات الحزبية قال: «لا ريب أنه لا يمكن للحركة الجامعية عزل نفسها عن الساحة السياسية لكن حضورها السياسي الرصين يتمثل في عدم تأثرها بالدعاية والتحريضات الحزبية والفئوية». وإذ ألمح إلى أن إيران تشهد في هذه المرحلة، وفقا لما تعلنه المؤسسات العلمية العالمية رسميا، أسرع نمو علمي في العالم أضاف: «القضية الثانية التي تثير اهتمام الوسط الجامعي هي الدفع بعجلة الحركة العلمية إلى الأمام وعدم توقفها بتغير الحكومات، الهدف الذي يتوقعه قائد الثورة والشعب الإيراني من هذه الحركة». بناء عليه (أفاد محمد مهدي تقوي) فإن مثار اهتمام الجامعيين في هذه المرحلة من تاريخ الجمهورية الإسلامية هو كيفية حفظ التوازن الحساس بين الدور السياسي للطلبة ونشاطاتهم العلمية مبينا: «إذا حد انشغال الشريحة الطلابية بالنشاطات السياسية من عطائها العلمي والبحثي فإنها خسارة ليس للكيان الجامعي فحسب، بل للبلد برمته». وبينما أوضح أن توجيهات القائد يوم الأحد 28/7/2013 قد رسمت مبادئ هذين البعدين لدور الطلبة والجامعيين بدقة فقد نقل عن سماحته قوله: «لابد للنشاط والحيوية أن يبرزا في البيئة الجامعية في مختلف مجالاتها العلمية والاجتماعية والسياسية.. إذ أن البحث والتحليل والإدراك الصحيح للقضايا المختلفة، الداخلية منها والعالمية، هي من سبل خلق حالة الحيوية والنشاط في الجامعات». ولدى إشارة تقوي إلى رؤية سماحة آية الله الخامنئي بأن نشاط الحركة الطلابية يتجسد بشكل رئيسي في «العلم والبحث» و«الرسالية السياسية» قال: «يؤكد سماحته بخصوص الجانب الأول (أي العلم والبحث) أنه لابد للحركة المتسارعة والقفزات الشاسعة التي تحققت في السنيّ العشر الأخيرة في البلاد على شتى المستويات العلمية أن تستمر بشكل مضاعف ومن دون أي توقف لتدارك ما تراكم سابقا من التخلف العلمي». ونقل عن سماحته قوله: «طالب الجامعة الناشط والرسالي المدرك للحقائق على الأرض بدقة لا ينتابه الانفعال أو اليأس ولا يواجه طريقا مسدودا مهما كان الظرف، سواء أذاق حلاوة النصر أم تجرع مرارة الهزيمة؛ إذ ليس للطريق المسدود معنى في قاموس الرسالية الصحيحة المستندة إلى الحقائق». وشدد ختاما على أن تبني توجيهات قائد الثورة في هذا الخصوص سوف يساعد الحركة الجامعية في تخطي جميع العقبات والتحديات التي تواجهها على الصعيدين العلمي والسياسي. /2819/