مع دخول شهر الخيرات يكتسب انصراف ربات البيوت الى تحضير وصفات الطعام الشهية كثيرا من الأهمية، خاصة مع اجتماع الأسرة السعودية على سفرة الإفطار خلال الشهر الكريم، وفيما تصاعد الإقبال على أجهزة تحضير الطعام التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة لتعاون ربات البيوت على تحضير كل ما لذ وطاب، يلاحظ أن السيدات والفتيات لم يعدن يملكن مهارة كبيرة في تحضير الأطعمة المختلفة، وأوضحت العديد من المتقدمات في السن أن ذلك يرجع إلى انصراف ربات البيوت المستجدات إلى مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية التي أضاعت أوقات كثيرين، وغيرت ميول واهتمام أفراد المجتمع كافة، كما انتشرت أيضا في الآونة الأخيرة عروض البوفيهات والمطاعم المختلفة للإفطار والسحور خلال شهر رمضان المبارك، وغيرت كل تلك العوامل مفهوم السفرة الرمضانية، والتي تميزت منذ قديم الزمان بالجو الأسري وتقوية الروابط الاجتماعية. وحول ضعف إقبال الفتيات الصغيرات على أعمال المنزل تقول فاطمة عون: إن الكسل الذي توالد في مجتمعنا بشكل عام وعدم تعلم الفتيات الطبخ منذ الصغر هو السبب الرئيس لذلك، كما أن شيوع استخدام أجهزة تحضير الطعام ووجود العمالة المنزلية من العوامل التي أدت إلى ذلك، وتضيف: الاعتماد على العمالة المنزلية دائمًا، وبخلاف تكلفته المالية، يولد داخل النفس نوعًا من الإتكالية الدائمة وعدم الحركة التي رفعت مستوى السمنة في بلادنا إلى أرقام مفجعة، وطالت هذه الاتكالية تحضير الطعام، وأصبح أفراد الأسرة يأكلون من يدي الخادمة فقط، ما يعنى أن انتشار العمالة كان سببا رئيسًا لضعف إقبال الفتيات على تعلم فنون الطهي، وبالتالي تزوجت الفتيات بعد أن كبرن ليصبحن ربات منزل لا يفعلن شيئًا سوى النوم ومرافقة الهواتف الذكية. أما أمينة الزايد فتؤكد أنها إنحدرت من أسرة ترفض تناول طعام الإفطار خارج إطار المنزل والأسرة لأن الإفطار المنزلي يوفر جو الارتباط الذي يغيب في باقي أيام العام، وتضيف: رغم المغريات التي نجدها من المطاعم من عروض وتفنن في تقديم أصناف الطعام والتنويع في البوفيهات إلا أن لمسة ربة المنزل على سفرة رمضان لا غنى عنها. وفي السياق تقول زينب محمد: أحاول بقدر المستطاع أن أحتفظ بأقل عدد ممكن من أجهزة المطبخ الكهربائية، لأن تلك الأجهزة تعتبر من أكبر مسببات الكسل والاتكالية وبالتالي عدم الحركة، وقد أصبحنا في زمن تقل فيه الحركة في كل شيء، وهذا يضر بالصحة، إلى جانب أن الأجهزة تفقد الطعام مذاقه المميز، ومما أعرفه أن أشهر الطهاة حول العالم نادرًا ما يستخدمون الأجهزة حتى لا يفقد الطعام روح الطاهي نفسه والنكهة التي تميز طاه عن الآخر. أما رانيا عبد اللطيف وعمرها 20 عامًا فتضيف: في اعتقادي أن الحياة الآن أكثر سهولة ولا يجب الوقوف في المطبخ لساعات طويلة للحصول على طبخة معينة، ولم يعد أفراد الأسرة يجتمعون على سفرة واحدة كالسابق، وبالتالي ليس من الضروري الطهي بشكل يومي، ما يعني أن أهمية تعلم الطبخ لم تعد كالسابق، فالزمن قد اختلف واهتماماتنا كفتيات اختلفت، إضافة إلى أن أغلب الفتيات والسيدات حاليا يقضين معظم الوقت في العمل والدوامات خارج المنزل.