أعلنت الخارجية البريطانية، الجمعة، إغلاق سفارتها في اليمن يومي الأحد والاثنين القادمين بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وقال البيان الذي تداولته وكالات أنباء عالمية: "نشعر بالقلق بشكل خاص بشأن الوضع الأمني في الأيام الأخيرة من رمضان وحتى العيد". وسبق ذلك بساعات إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها ستغلق سفارات وقنصليات لها في 15 دولة عربية من بينها اليمن، وذلك يوم الأحد المقبل لدواعٍ أمنية بعد تهديدات تنظيم القاعدة بضرب أهداف ومصالح أميركية. ويدفع تفاقم الانفلات الأمني في اليمن مؤخراً على نحو لافت البعثات الدبلوماسية إلى اتخاذ تدابير ذات طابع وقائي، من قبيل استحداث إجراءات مراجعة للتدابير الأمنية الداخلية في مقارّها، والحد من التحركات الميدانية لموظفيها داخل العاصمة، وإصدار بيانات تحذيرية تضمنت نصائح لرعاياها المقيمين في اليمن بمغادرتها وللوافدين إلى البلاد بتجنب السفر إلى اليمن في الوقت الراهن. وكانت الخارجية الأميركية دعت مواطنيها الشهر الماضي إلى عدم السفر إلى اليمن، كما حثت رعاياها المقيمين في الجمهورية اليمنية على مغادرة البلاد بسبب ما وصفته بارتفاع مستوى الخطر والتدهور الأمني. ومنتصف الشهر الماضي وجّهت الأممالمتحدة أيضاً تعميماً للموظفين العاملين بمكتبها بصنعاء دعتهم فيه إلى توخي الحيطة والحذر وعدم التنقل داخل العاصمة صنعاء أو منها إلى محافظات أخرى إلا للضرورة القصوى، وبعد اتخاذ تدابير أمنية مناسبة، وذلك خشية تعرّض أي منهم لعملية اختطاف أو غيرها. وحول رؤية الجانب الحكومي لمثل هذه البيانات والمخاوف التي تبديها سفارات ومنظمات، أكد العقيد محمد حزام، نائب مدير عام العلاقات بوزارة الداخلية، أن "هناك تواصلاً بيننا وبين البعثات الدبلوماسية بشكل مستمر، وإذا ما طلبت أي بعثة دبلوماسية تعزيز حمايتها، فإن وزارة الداخلية تستجيب على الفور. وفي تعليقه على التقارير التي تتحدث إجمالاً عن تدهور وانفلات أمني، قال حزام: "لا يوجد انفلات أمني، وإنما نبذل جهوداً يومية لتقديم مجرمين للعدالة. ونضبط يومياً ما يتراوح بين 120 و150 متهماً في جرائم متنوعة. ومن جانبه، قال المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الأمنية، أحمد الزرقة، إن اليمن يعاني من عمليات إرهابية ينفذها تنظيم القاعدة، بالتزامن مع توتر الوضع الداخلي وارتفاع مستوى الشحن الطائفي، ما يفاقم التوتر الأمني.