منعت بلدية روما ابتداءً من صباح أمس حركة السير في الشارع الرئيسي المؤدي الى الكوليسيوم لحماية هذا النصب الذي يعتبر أحد رموز العاصمة الايطالية والذي اسودّت حجارته بسبب التلوت وبات في حالة سيئة. فمنذ الساعة 03,30 بتوقيت غرينتش فجر أمس بات يتعذر على السيارات والشاحنات والدراجات النارية سلوك الجزء من جادة الميادين الملكية الذي يربط ساحة البندقية بالمدرج الروماني الشهير. وستحول حركة السير الى طريق محاذية ولن يكون الشارع متاحاً الا لوسائل النقل المشترك. وهذا القرار الاساسي الاول الذي يتخذه رئيس بلدية روما الجديد انياسيو مارينو (الحزب الديموقراطي، يساري) الذي يرغب على المدى الطويل في جعل جادة الميادين الملكية بكاملها منطقة للمشاة. وهذه الجادة الرائعة المستقيمة التي تمر في وسط الميادين الملكية هي الآن بمثابة طريق سريع داخل المدينة وغير مناسبة لنزهات سياحية. ومن أجل اطلاق هذا المشروع نظمت بلدية روما ليل أمس «ليلة الميادين» من حفلات موسيقية وعروض. وواجهت هذه المبادرة بعض المعارضة لا سيما في صفوف تجار حي الكوليسيوم الذين يخشون ان يخسروا زبائن. وكان رد رئيس بلدية روما حازماً: «لدينا أشهر نصب في العالم وقد حولناه الى مستديرة. أقول ذلك بكل احترام، فبين مصلحة الذي لا يمكنه ان يركن سيارته امام كشك بيع السجائر وحماية الكوليسيوم، أختار الأمر الثاني». وهذا المشروع هو مرحلة أولى في مخطط ضخم لترميم الكوليسيوم، في حين ان الجدل حول وضعه السيئ مستعر منذ أشهر. وسيخضع أكبر مدرج بُني في الحقبة الرومانية لخطة ترميم كبيرة يشارك في تمويلها صانع الأحذية الايطالية الفاخرة «تودز» بمبلغ 25 مليون يورو. وقد انتقل عدد زوار الكوليسيوم الذي بني في العام 80 بعد الميلاد في عهد الامبراطور تيتوس، من مليون شخص الى نحو ستة ملايين سنوياً في غضون عشر سنوات بفضل نجاح أفلام سينمائية مثل «غلادياتور» لريدلي سكوت (2000).