عواصم (وكالات) - جددت طهران أمس، تحذيرها لأنقرة قائلة، إن نشر صواريخ باتريوت الدفاعية في الأراضي التركية قبالة الحدود السورية من شأنه أن يعقد مشكلات المنطقة، وذلك مع تزايد المخاوف من اتساع دائرة الحرب الأهلية السورية. في وقت تأمل فيه باريس أن تشكل زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف غداً الثلاثاء فرصة لمحاولة تغيير موقف موسكو بشأن الملف السوري الذي يشكل نقطة خلاف ثنائي كبير بين البلدين. من جهة أخرى، كشفت مصادر في وزارة الخارجية المصرية، أنه من غير المتوقع اعتراف القاهرة قريباً بشكل رسمي بالائتلاف الوطني السوري المعارض، ممثلًا رسميا للشعب السوري. وكانت أنقرة طلبت الأسبوع الماضي من حلف شمال الأطلسي "الناتو" نشر نظام صواريخ باتريوت الدفاعي المصمم لاعتراض الطائرات والصواريخ بعد محادثات بشأن كيفية تعزيز الأمن على الحدود التركية السورية بامتداد 900 كيلومتر. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله بعد عودته أمس الأول من جولة شملت دمشقوأنقرة وبيروت «وضع هذه الأنظمة في المنطقة له آثار سلبية وسوف يعقد المشكلات في المنطقة». وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أمس، إن نشر نظام باتريوت «لن يساعد في حل الموقف في سوريا، وسيجعل الموقف أكثر صعوبة وتعقيداً». ووصفت سوريا طلب تركيا صواريخ باتريوت بأنه أمر «استفزازي جديد»، في حين قالت روسيا إنه سيزيد من مخاطر الصراع. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن لاريجاني قوله للصحفيين لدى وصوله مطار مهر آباد في طهران ليلة قبل الماضي، إنه أجرى خلال جولته الإقليمية محادثات تطرقت إلى قضايا ثنائية وإقليمية. والتقى لاريجاني في دمشق الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين. وقال لاريجاني، إنه أكد خلال محادثاته في دمشق على ضرورة تنفيذ الإصلاحات بها، وأن التفاوض لحل الأزمة كان أهم القضايا التي ناقشها مع كبار المسؤولين السوريين. وأضاف لاريجاني أنه ناقش أيضاً خلال زيارته لدمشق تفاصيل حول خطف إيرانيين في سوريا. ونقلت إيرنا عن لاريجاني القول إنه خلال زيارته لبيروت، التقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وأجرى مشاورات مع الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله. كما ناقش لاريجاني في تركيا قضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان جميل جيجك. وأضاف لاريجاني أنه بحث خطة نشر صواريخ باتريوت في تركيا والتأثيرات السلبية لذلك، فضلاً عن تصاعد التوترات في المنطقة. إلى ذلك، نقلت صحيفة «الأهرام» المصرية عن مصادر في وزارة الخارجية استبعادها اعتراف القاهرة بالائتلاف المعارض السوري الجديد قريباً، مبيناً أن اتصالات مصر مع المعارضة السورية مستمرة وأن جهودها لتوحيد صفوف المعارضة متواصلة منذ العام الماضي وأن دعمها للثورة السورية لا يرتبط بالاعتراف الشكلي بالائتلاف ممثلًا رسمياً للشعب السوري خاصة أن مصر وافقت علي أن يكون مقره الرسمي بالقاهرة. وأضافت المصادر أن الأشقاء في الائتلاف متفهمون لمحددات الموقف المصري وهم علي اتصال دائم مع مسؤولي وزارة الخارجية، كما أن وزير الخارجية محمد كامل عمرو استقبل وفداً من الائتلاف برئاسة معاذ الخطيب الأسبوع الماضي وجري خلال اللقاء استعراض التطورات الأخيرة علي الساحة السورية.