"هاشتاق" الراتب ما يكفّي حاجة! أطلقه مواطن سعودي آثر التفكير في وضعه المعيشي بصوت مسموع، وتلقفته عشرات المراصد والمواقع المعنية بقياس اتجاهات الرأي العام في العالم! منطلقة من دوافع مختلفة ولمقاصد متباينة، لا تستبعد منها الإثارة والشماتة وتحريك مياه راكدة! في استثمار ذكي لشغف السواد الأعظم من المجتمع السعودي بالتوقف عند كل ما يلامس أوتاراً حساسة في معزوفة احتياجاته اليومية! وكان لتوقيت طرح الهاشتاق تأثيرٌ جليٌّ بتزامنه مع مناسبات عظيمة في حياتهم، كشهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، ومتطلباتهما الاستثنائية في المأكل والملبس، وما يتبعهما من حاجة لترفيه بريء من المحدود المتاح! واتضح ذلك من سرعة انتشار الهاشتاق وإحداث ردود فعل وأصداء سرت بين الناس سريان النار في الهشيم! بينما حضر الراصد "المحلي" مكتفياً بدور مراقب صامت! لا يستعجل قراءة كامل الصورة! ويبدو ذلك جلياً من اعتماده أسلوب ال"تحميض"، التظهير الكلاسيكي! على طريقة مصوري "فوتوغراف" الزمن الجميل! فمنذ الوهلة الأولى بدا مستبعداً حدوث أي تجاوب رسمي "عاجل" من الدولة لمطلب "شعبي" بمثل ذلك المضمون التعبوي! وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بإزارها الافتراضي المختلط! وإن كان المواطن موقناً بتوافر الرغبة الصادقة والأكيدة لدى ولاة الأمر لتحقيق أفضل مستويات العيش الكريم للمواطن الذي يشكل هدفاً رئيساً لخطط واستراتيجيات التنمية الشاملة الطموحة كافة! ولعل قراءة أكثر شفافية للموقف الرسمي من بعض المطالب المشابهة تكشف عن حكمة، من شأنها سد ثغرة ربما يمرق منها المتربصون بهذا البلد وشعبه! وأعني من يمارسون اللعب على حبال العاطفة والظروف الإنسانية والاجتماعية لأهداف خفية! ونحن في هذا الوطن ولله الحمد الاستثناء من عالم ملتهب عاصف! بقيادة مشهود لها بالحكمة والرؤية الثاقبة، تدعمها صلابة وحدة وطنية، تكسرت عليها رهانات وأطروحات ضبابية موتورة شتى! . ركلة ترجيح هاشتاق الراتب لا يختلف عن مطالبات سبق أن ملأت صفحات الصحف ومواقع التواصل، سوى بتوقيت طرحه المدروس، وأسلوب خطابه المباشر! ومن المنطقي أن يدفع بهذا الملف إلى أعلى درجات سلم اهتمامات الدولة، بوصفها المعنية دون سواها بالمواطن ومعيشته، في ظل ثبات الدخل "الراتب" وتزايد "لسعات" أسعار السلع الأساسية! وسطوة المحتكرين، وغياب الرقابة على الأسواق! إن إعادة قراءة هاشتاق الراتب وتفاعلاته لهي خطوة جادة وشجاعة في الاتجاه الصحيح! من شأنها تسريع الخطى لإعادة ترتيب الأجندات وفق الأولويات الملحة والواقع المعاش! وتأكيد احترامنا لصوت المواطن عبر أي قناة أتى، ولأي مسمع توجَّه! فلنسمع صوت المواطن.. ولو بنصف أُذن!