حث المتحاورين على مراجعة مفهوم رعاية الدول الأجنبية اليمن.. الشيخ السلامي يدعو العلماء والأحزاب لإدانة الضربات الأميركية ورفض انتهاك السيادة اليمنية الأربعاء 14 أغسطس-آب 2013 الساعة 05 مساءً أخبار اليوم/ خاص استنكر الشيخ/ عبد الرب السلامي رئيس حركة النهضة الجنوبية، وأمين عام رابطة علماء عدن استنكر ما تقوم به الطائرات الأميركية بدون طيار من قتل مباشر ومتعمد للمواطنين اليمنين. وقال الشيخ السلامي ل "أخبار اليوم" إن عمليات القتل التي تنفذ خارج إطار القضاء والقانون -بغض النظر عن تبريرات مرتكبيها- فإنها تعد انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية والمواثيق الدولية والسيادة الوطنية، وإنه من الواجب على كل مواطن شريف وإنسان حر إدانة مثل هذه الجرائم.. وأضاف إنه من المحزن والمخزي في آن واحد ما يحصل اليوم في اليمن من انتهاك فج للسيادة واختراق للأجواء والمياه الإقليمية وما يلحقه من تواجد عسكري مباشر للجنود الأجانب على الأراضي اليمنية, معتبرا ما يحصل اليوم في اليمن من انتهاك للسيادة يعد انعكاساً طبيعياً لحالة الوصاية التي باتت تعيشها اليمن منذ أن سلّم الساسة اليمانيون مقاليد وزمام أمور البلاد والعباد لما بات يعرف بالدول الراعية للتسوية السياسية، وهي في الحقيقة ليست راعية إلا لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة المتمثلة بثروات بلادنا النفطية وممراتها المائية وموانئها الاستراتيجية حسب قوله.. وأكد الشيخ السلامي أن ما تدعي به الحكومة اليمنية والإدارة الأميركية من أن الهدف من العمليات التي تنفذها الطائرات وأسلحة الجو والبحرية الأميركية في اليمن هو عمل محدود يدخل في إطار التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب، ماهي إلا ادعاءات أميركية وغربية مشكوك فيها وأوهام يمنية ساذجة يكذبها الواقع على المستوى الاستراتيجي المتوسط والبعيد، منوهاً إلى أن مثل هكذا عمليات وما يصاحبها من ترويع للمواطنين العاديين واستفزاز صارخ لمشاعرهم سيرفع ولاشك, ستزيد من حالة التعاطف الشعبي مع من يسمونهم (إرهابيين) وسيرفع من رصيد الجماعات المرتبطة بالقاعدة على عكس ما تدعيه الحكومتان اليمنية والأميركية.. وأوضح السلامي أن معالجة أي ظاهرة من ظواهر العنف في البلاد يجب أن تكون في إطارها الوطني وبوسائل تقطع جذور العنف والمتمثلة في حل المشاكل الوطنية المزمنة والمشاكل الاجتماعية كالفقر وضعف التنمية الاقتصادية والإنسانية على أن تبقى الحلول الأمنية كخيارات استثنائية في إطار من التوافق الوطني مع الحفاظ على سيادة الوطن وإنسانية المواطن. وطالب السلامي بضرورة أن تكون هناك حملة تصعيدية ضاغطة على القيادة السياسية اليمنية والحكومة اليمنية، للقيام بواجبها في حماية السيادة اليمنية والحفاظ على حقوق الإنسان اليمني، داعيا إلى أن تبدأ تلك الحملة التصعيدية من داخل مؤتمر الحوار وكذا الأحزاب والمنظمات الحقوقية والمدنية المشاركة في الحوار، الذين يزعمون أنهم يرسمون مستقبل اليمن الجديد، للمطالبة بمراجعة مفهوم الرعاية الذي تمارسه الدول الأجنبية على اليمن. ودعا الشيخ السلامي في ختام تصريحه أيضا بقية فصائل الحراك الجنوبي أن تقوم بواجبها في إدانة مثل هذه العمليات التي تنفذ تحديداً داخل الجنوب وتستهدف أبناء الجنوب وقراهم ومدنهم، داعياً العلماء إلى القيام بواجبهم الشرعي وأن لا يكتفوا بمجرد البيانات تجاه مثل هذه العمليات بل يجب عليهم الالتحام بالقوى المدنية والحقوقية والسياسية الحية بشكل عام لتشكيل رأي عام رافض لانتهاك السيادة ورافض لممارسة القتل خارج إطار القضاء الشرعي.