اعلنت منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية الاربعاء انسحابها من الصومال لاسباب امنية جعلت من المستحيل عليها تقديم المساعدات الى السكان في هذا البلد بعد وجود لها دام 22 عاما. نيروبي (ا ف ب) وقال رئيس المنظمة اوني كاروناكارا للصحافيين في نيروبي ان اطباء بلا حدود التي كانت من المنظمات النادرة التي بقيت ناشطة في الصومال تغلق "اعتبارا من اليوم كل نشاطاتها الانسانية". واضاف "نرحل لان الوضع يؤدي الى خلل لا يحتمل في التوازن بين المخاطر التي تتعرض لها فرقنا والتسويات التي يتوجب علينا القيام بها وقدرتنا على تقديم مساعدة الى الضحايا الصوماليين". وتابع كاروناكارا ان "احترام المبادىء الانسانية الذي ما زال هشا في مناطق النزاع لم يعد قائما اليوم في الصومال"، مؤكدا ان المنظمة التي نادرا ما تنسحب بالكامل من اي بلد تواصل العمل في مناطق بالدرجة نفسها من الخطورة مثل سوريا وافغانستان. وفي بيانها، اعلنت اطباء بلا حدود "وقف كافة برامجها في الصومال"، موضحة ان "هذا القرار ياتي اثر تعرض فرقها لهجمات خطيرة في اطار تسمح فيه المجموعات المسلحة والسلطات المدنية بالاغتيالات والخطف والهجمات على العاملين في المجال الانساني، ان لم تكن تدعمها". وفي تشرين الاول/اكتوبر 2011 خطفت موظفتان اسبانيتان في المنظمة في مخيم اللاجئين الصوماليين داداب شمال شرق كينيا قبل ان يتم اقيتادهما الى كينيا حيث احتجزتا 21 شهرا. وافرج عنهما في تموز/يوليو الماضي في ظروف لم تكشف. وفي كانون الاول/ديسمبر 2011 قتل اثنان من اعضاء المنظمة في مقديشو. وتقول اطباء بلا حدود ان قاتلهما الذي صدر عليه حكم بالسجن استفاد من قرار بالافراج عنه قبل انتهاء العقوبة. وقال كاروناكارا ان حادث الخطف الاخير "ليس الحادث الوحيد الذي دفعنا الى اتخاذ هذا القرار". واضاف "انها القشة التي قصمت ظهر البعير. في السنوات ال22 الاخيرة قتل 16 من موظفينا واستهدفت هجمات عشرات الاشخاص الآخرين وآليات ومستشفيات". واضاف "بلغنا نقطة لم نعد قادرين معها على تقديم المساعدة الانسانية او عناية طبية بطريقة فعالة وهذا السبب الذي يدفعنا الى الرحيل". / 2811/