قال إمام وخطيب جامع الحربي الشيخ محمد بن نجم الثلاب: إن بر الوالدين من أفضل القربات ومن أجلّ الطاعات وهو أعظم حق على العباد بعد حق الله عليهم، فالبر عمل صالح وخلق فاضل لا يناله إلا مَنْ مَنَّ الله عليه بالشرف والاحترام ومخافة الله عز وجل، فهو يدل على قوة الإيمان والمروءة والتقوى، وأما العقوق فيدل على قسوة القلب وقلة المروءة والوفاء والشقاء، فعلى العبد أن يتقي الله في والديه وليسعى إلى برهما وليكن في ذلك قدوة لأبنائه حتى يبروا به ومن برهما بعد موتهما الدعاء لهما، وقضاء دينهما. وأضاف الثلاب أنه يجب على المسلم أن يبتعد عن عقوق الوالدين ويتأدب معهما في أقواله ويبتعد عن سبهما وشتمهما ومخاطبتهما بسوء أخلاق، وعدم نهرهما أو زجرهما أو ضربهما، ومن أجل ذلك أصبحت العقوق من كبائر الذنوب، فعلى المسلم الحذر من العقوق لأنه لن يحصل إلا على الشقاء في الدنيا وعدم حصول البركة في الحياة، وإن من أعظم العقوق إيداع الوالدين في المستشفيات ودور العجزة حتى يموتا متخلصًا منهما بزعم ملله منهما أو بدافع من زوجته وأهلها وغير ذلك من الأسباب. وأردف الثلاب إن البر هو الإحسان وبذل المعروف بالقول والفعل والمال، مشيرًا إلى أن من برهما بر أهل ودهما، وذكر فضائلهما وأعمالهما الصالحة، ودعوتهما إلى الخير و أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر بلطف ولين. وزاد الثلاب إنه على المسلمين جميعًا أن يتقوا الله في والديهم ويقوموا بواجباتهم نحوهم، كما يجب على الوالدين تقديم ما يعين أبناءهم على برهم، مبينًا ثمرات برهم، فهو أحب الأعمال إلى الله، وهو سبب في رضا الله عن الولد دخوله الجنة.