قال تعالى « يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِى» اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه هى كلمات أبعثها إلى الشيخ المغفور له بإذن الله / مصطفى محمد زيتونى ( رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ) تتوقف الكلمات وتعجز الأقلام فى يوم الرحيل عن وصفك ووداعكم الأليم ولكن تبقى العبرات رحلت ياشيخنا الفاضل من الدنيا وأنا أقول / رحل الجسد وبقي لنا رمز الفخر إلى يوم اللقاء فى جنات الخلد بإذن الله ... مضيتم إلى جوار ربكم وقد طال شوقكم إلى هذا الجوار ... غادرتم وتركتم في قلوبنا حرقة وأسى حرقة للفراق وهوحكم الباري في خلقه ونحن لانملك إلا أن نقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وأسى لأن فقدان مثلكم يشق تعويضه بل لا يعوض أبدا فقيمتكم وقدركم عظيم ومناقبكم ومحامدكم لا تكفي مجلدات لذكرها أو حصرها فقد تشرفت بالقرب منه منذ أكثر من 16 عاما تعلمت منه كل جميل فهو صاحب القلب الكبير والابتسامه التي لا تغيب عن محياه كان كريما رحيما عطوفا بل هو ركن لكل صفات الخير والحب والإحسان والموده , كان رحمه الله يتفقدنا بنفسه في مواقع العمل من حين لآخر ليطمئن علينا وليزيد من حماسنا ويجلسنا جنبا إلى جنبه ويفيض علينا من نصائحه وتوجيهاته بكل محبة وتقدير ..لايعرف التجريح أبدا في عتابه كل حديثه عن شحذ الهمم في خدمة ضيوف طيبة الطيبه والتي سخر حياته بأكملها في ذلك الشرف العظيم وربى أبناءه على ذلك النهج العظيم . كان مجلسه رحمه الله يزهر بالعلماء والحكماء والأدباء والوجهاء وكان يأنس رحمه الله بهم وبحديثهم ويتبادل معهم أطراف الحديث في كل جديد من أخبار الأمة الإسلامية كان يكثر رحمه الله من الصلاة على النبي ومن الذكر والتسبيح ولا تفارق مسبحته يده أبداً يعشق المدينة وترابها فكان رحمه الله لايغادرها إلى للضرورة وحينها يصر ويطلب من أبنائه سرعة الرجوع إليها تربيته الصادقة لأبنائه فقد زرع فيهم روح الأخوة والمحبة وعطف وإحترام وتقدير بعضهم لبعض فكانوا رجالا صالحين أوفياء شامخين يحملون كل صفات البر والإحسان ومن أبر من رأيت ويشهد الجميع على برهم وإحسانهم لوالدهم بل إني أصدق القول بأننا تعلمنا البر منهم، فكانوا خير خلف لخير سلف كان رحمه الله يحرص دائما على متابعة أخبار المسلمين في كل مكان ويتألم كثيرا لألمهم ودائما ما يرفع يديه بالدعاء لهم بالنصر والتمكين . -اللهم ارحم عبدك مصطفى محمد زيتوني رحمة واسعة وتغمده برحمتك, اللهم ارحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك . اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك اللهم أنزل نورا من نورك عليه اللهم نور له في قبره ووسع مدخله وآنس وحشته اللهم إجعل قبره روضة من رياض الجنة واغفر له وارحمه اللهم اعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم إن كان عبدك مصطفى زيتوني محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز اللهم عن إساءته اللهم ان هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبيه وأحبائه إلى ظلمة القبر وماهو لاقيه , كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم يمن كتابه وهون حسابه ولين ترابه وألهمه حسن جوابه وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه . عبد الرحمن مصطفى منصور- المدينة المنورة