د. طلال سليمان الحربي كثر الحديث عنك أيتها السعودية الفاضلة البانية لعز وطنها وأمجاده, ربط العالم كله حقوقكن بالسماح لكنّ بقيادة السيارات, وكان كل شيء سيسقط أمام جلوسكن وراء المقود ومهما كان هناك من انحرافات في حقوقكن إلا ان مشاهدتكن وانتن تقدن السيارات سيمحو كل شيء, نعم لعل البعض منكن تقول أنها خطوة على مسيرة مساهمة المرأة الفاعلة في رحلة بناء الوطن وتعزيزه المستمرة, ونعم أؤيدكن أنكن نصف المجتمع وما عليكن من مسؤوليات يجعلكن ثلثيه, وان لكن من الحقوق الكثير ولكن هنا اليوم على باب قرار السماح لكن بالقيادة الكرة في ملعبكن. نعم لكل مجتمع خصوصيته وعادته الملتصقة به حصرا دون بقية مجتمعات العالم, وهذا واقعنا مع ملف قيادة المرأة, لهذا فان مطالبتكن لهذا الحق بأن ينفذ أمر أصبح من الواجب الانتهاء منه وإغلاق ملفه للأبد, أنا شخصيا وان كنت من المعارضين احتراما للمرأة وتحسبا لرفعتها الأعلى شأنا, لكني وتحت إلحاحكن المستمر أجد نفسي انتقل الى معسكر المؤيدين, ولكني أجد نفسي من المؤيدين ان يفتح الأمر على أوسعه, دون مراحل او شروط أسوة ببقية دول العالم والمنطقة من حولنا, وليكن قرار يحدد تاريخا معينا ولتبدأ السيدة بقيادة سيارتها فلا عمر محدد ولا مرافق ولا ساعات ولا نوعية سيارات, ليكن مرة واحدة دفعة واحدة. والله اعلم ما الذي سيحدث وما سنواجهه من المشاكل الكثيرة التي نحن بغنى عنها, ولكن حتى يكون درسا للمستقبل في كل شأن يتم التعامل فيه مع أي أمر يخص النساء ومساهمتهن في مسيرة بناء الوطن, ان كنا على خطأ فيما ظننا فلقد اجتهدنا وشاء الله ان يلهمنا الصواب, وان كنا على صواب فقد اجتهدنا إكراما لهن واحتراما لهن. هذا القرار يحتاج الى كثير من الأمور والاستعدادات التي لم نكن متحضرين لها, أولها الأمن الخاص بالتعامل مع النساء السائقات, وجود الشرطة المرورية النسائية ايضاً, الاستعداد لنوعية أخرى من القيادة على شوارعنا وعدم التساهل مع أي متجاوز او مخالف لأنظمة المرور, رجلا كان او امرأة, ليبدأ العمل ولنتعلم مما يحدث عبراً ودروسًا. لعل هناك من يقول لماذا تضخم الأمر وكأنه حرب نريد دخولها, أقول له نعم هي حرب بل وضروس ايضا, لان أصعب شيء في الدنيا عمليا وفكريا ان تغير أسساً وتقاليد وعادات وثقافات لمجتمع معين بين ليلة وضحاها, التغيير من أصعب الأمور التي يواجهها أي مجتمع خاصة في الاجتماع والطبيعة. لتقد المرأة ولتقدم الجهات المختصة كل ما يلزم لتسهيل الأمر ومساعدتهن حتى لا يكون قرارا محكوما عليه بالفشل بداية, لتتفضل السعودية وتأخذ ما تظن انه حقها ولنخض التجربة كلنا معا, فليس لهذا الأمر نتركهن وحدهن يخضن التجربة بل كلنا معنيون بإنجاحها وهذا اقل واجب علينا كرجال أفراد او كمؤسسات حكومية, ولنرى ما سيحدث فأيا ما سيكون فتكن نيتنا صافية دائما بإذن الله.