أثلج صدري وأدخل البهجة إلى نفسي سماعي خبر وصول 145 امرأة للمجلس النيابي دون كوتا، فقد حصلن على ثقة الناخبين، ولم يدهشني وصول هذا العدد من النساء في بلد عانى من إرهاب القوى التقليدية المتعصبة ضد المرأة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع. ولعل السبب يعود إلى أن المرأة الجزائرية لها تاريخ نضالي طويل في مواجهة الاستعمار الفرنسي المتوحش، وتعد جميلة بوحيرد نموذجاً عربياً جزائرياً مشرفاً للمرأة العربية المناضلة في دروب الحرية الوعرة. لقد رفعتنّ رؤوسنا عالياً، وأثبتنّ للعالم أجمع أن المرأة العربية ليست أقل شأناً من المرأة الغربية رغم ما تواجهه من عراقيل متعددة.. والملاحظ أن عدد النساء اللواتي فزن بثقة الناخبين يفوق عدد الأحزاب التقليدية التي تمثل الأخوان المسلمين. نحن النساء هنا مشتتات بين الأحزاب السلطوية والمعارضة تزايد فينا، وتستغلنا في الدعايات الانتخابية ، وفي كسب الأنصار.. كم من ورش ودورات تدريبية عقدت في بلادنا بهدف تمكين المرأة سياسياً ولكن لا تمكين ولا يحزنون. مازال وضعنا كحفيدات بلقيس وأروى يدعو للرثاء، جهودنا متناثرة، وهناك من يعمل على اختراقنا ، فنحن جزء لا يتجزأ من واقع أليم لأحزاب ابتعدت عن قواعدها. نريد فعلاً أن نعرف كيف نجحتن في كل الأحزاب كان لكنّ تمثيل مشرف ومن دعمكن، وما سر نجاحكن بهذا العدد المشرف، وأقول: لكنّ يا نساء الجزائر شكراً من كل ذرة في كياني، فأنتنّ تستحقين أن تترأسنّ الاتحاد النسائي العربي الذي انفصل عن قواعده من النساء العربيات وأصبح اتحاد سلطوي بامتياز. ونحتاج أن نتعرف على تجاربكن في خوض غمار العملية السياسية، وما واجهتنه من معوقات، وكيف أمكنكن تجاوزها، نحتاج منكن فعلاً لدروس في كيفية التكاتف والتعاون. لعل سر نجاحكن أنكن لم تبحثن عن التميز على الرجال بكوتا، بل إن كل امرأة انضوت في الحزب الذي يتوافق مع مبادئها وقناعتها، وفرضت نفسها كمواطنة متساوية في حقوق المواطنة. كم سعدت بهذا الإنجاز النسائي الجزائري العظيم والذي يبشر بمستقبل أكثر حضوراً وتفاعلاً للنساء العربيات، وأكرر تهنئتي ليس فقط لنساء الجزائر بل لكل النساء العربيات بل ونساء العالم أجمع. ويحدوني الأمل أن تكنّ خير ممثلات للمرأة الجزائرية، ويكون حضوركن ومشاركتكن في السلطة التشريعية مشاركة فاعلة وذات تأثير على واقع المرأة, وسأظل متابعة لهذا الحضور وداعمة له. [email protected]