حضر إلى مقر صحيفة (عدن الغد) مجموعة كبيرة من موظفي الهيئة العامة للآثار والمتاحف - عدن متقدمين بشكوى عبر الصحيفة إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ضد مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف - عدن د. رجاء باطويل، نتيجة ما قالوا إنها تعسفات تمارسها بحقهم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً من وجودها على رأس الهيئة. وقدّم الموظفون كذلك وثائق وصور تثبت الإهمال الكبير وسوء الخزن لمحتويات المتحف بعدن من قطع أثرية وأدوات تراثية حربية تخص حقبا مهمة من تاريخ الكفاح المسلح في اليمن. وقال الموظفون الذين اكتظ بهم مقر الصحيفة في رسالة نصية إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء: "الأخ المشير / عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية الأخ / محمد سالم باسندوه - رئيس مجلس الوزراء حياكم الله نحن موظفي الهيئة العامة للآثار والمتاحف - عدن والموقعين بأسمائنا أدناه نرفع إليكم شكوانا وما لحق بنا من ظلم وتعسف من قبل مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف - عدن د / رجاء باطويل طيلة ثلاثة وعشرين عاماً وهي فترة وجودها على رأس الهيئة متجاوزة قوانين التقاعد والتدوير الوظيفي. إننا وبعد أن سلكنا كل الطرق القانونية للشكوى ورفعنا شكاوانا إلى الجهات المختصة من وزير الثقافة عبدالله عوبل ومحافظ عدن وحيد رشيد وبعد أن قوبل كل ما رفعناه بالإهمال والمماطلة قررنا اللجوء مباشرة إليكم عبر صحيفة كل المظلومين (عدن الغد) آملين فيكم إنصافنا وإيقاف سلطة الفرد والتجبر التي تمثلها المديرة د / رجاء باطويل. مع العلم أننا قد تواصلنا مع وزير الثقافة عبدالله عوبل وشرحنا له كل ما يعيق قيامنا بعملنا ووضحنا له الإهمال الجسيم بحق ثروة وطن وشعب كما بينّا له تصرفات مديرة الهيئة التي دمرت كل عمل منظم يمكن القيام به ووعد بتشكيل لجنة للتحقق من الأمر ولكن للأسف لم يحصل شي من ذلك ويبدو أنه قد اعتمد على تعقيب د / رجاء باطويل في الصحف الذي قالت فيه إن من يطالبون بإقالتي هم ثلاثة أشخاص ونرجو أن تكون الصورة قد وضحت للوزير عوبل بعد أن حضر إلى مبنى المحافظة للقاء المحافظ وشاهدنا بأم عينه معتصمين أمام مبنى محافظة عدن وتحدث إلينا وشاهد عددنا الذي تجاوز عشرين موظفا من أصل ثلاثين موظفا هم قوام هيئه الآثار بعدن وأكد له الموظفون أن الأشخاص الثلاثة الذين تدعي باطويل أنهم يطالبون بإقالتها هم العدد الذي بقي معها في الهيئة واكتفى بتقديم النصيحة لنا قائلاً: عليكم بتشكيل مندوبين لمقابلة المحافظ وإلا فلن يلتفت لكم أحد حتى ولو استمر اعتصامكم هذا سنة كاملة مع العلم أننا قد قمنا بذلك منذ أكثر من شهر وكنا نأمل أن يتولى الوزير عوبل قضيتنا بصفته وزيرا للثقافة التي نحن جزء منها ولا يزال يحدونا الأمل في معاليه خاصة بعد أن زارنا أمام مبنى المحافظة ولا نعتقد بأنه بحاجة إلى تشكيل لجنه بعد أن كان هو شاهد عيان على ما نحن فيه. كما نحب أن نعلم سيادتكم بأننا قد تواصلنا مع محافظ عدن وحيد رشيد الذي بدأ إدارته لمحافظة عدن بالتصريح والتشديد على ضرورة تطبيق قانون التدوير الوظيفي ولا نعلم أين هو قانون التدوير الوظيفي الذي تحدث عنه المحافظ من مديرة الهيئة الجاثمة على صدور الموظفين منذ (23) عاما. بعدها تم تحويلنا في المحافظة إلى الأخ ردفان علي عنتر – رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية للمجلس المحلي بالمحافظة والذي وعد بنزول لجنة للتحقيق وسماع الموظفين ومطالبهم وشكاواهم إلا أنه لم يحصل شيء من ذلك حتى اللحظة. علماً بأن د/ رجاء باطويل مدير عام الهيئة تستمد بقاءها الطويل على رأس الهيئة من استغلال وجود أختها ثريا باطويل - رئيسة الرقابة والتفتيش في مكتب الخدمة المدنية / عدن حيث تقوم بتصفية المخالفات أولاً بأول وترجع جميع الشكاوى دون التعامل معها وتتدخل حتى في شئون عملنا وهذا يعد قانونياً استغلالا للوظيفة العامة في محاباة الأقارب وهو فعل مجرّم قانونياً. الأخ رئيس الجمهورية - الأخ رئيس الوزراء في الأخير ما نود قوله هو أننا لا نريد إلا تطبيق القانون وقانون التدوير الوظيفي بالذات مواكبة للتغييرات الجارية في البلاد ونطالب حكومة الوفاق التي أتى بها التغيير أن تقوم بالتغيير وذلك بتطبيق القوانين التي أقرتها وفي مقدمتها التدوير الوظيفي، ما لم فإننا مستمرون في اعتصامنا المفتوح أمام مبنى المحافظة لأننا قد سئمنا من سماع القوانين التي لا يتم العمل بها وإذا لم يستجب لمطلبنا فإننا على استعداد لنقل اعتصامنا إلى أمام منزل رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وما ضاع حق وراءه مطالب. ودمتم. موظفو الهيئة العامة للآثار والمتاحف – عدن: عائدة أحمد حيدرة - مديرة المتحف الوطني للآثار. ابتسام نور الدين قاسم – مديرة متحف الموروث الشعبي.دعاء فاروق حسن علي - نائبة مدير متحف المورث الشعبي. 4. مها أحمد عثمان – مديرة المكتبة. قيس محمد أحمد - رئيس مندوبي الآثار في مطار عدن.فريال أنور شيخ - مندوبة الآثار في مطار عدن. 7. نادية سلام محمد - مديرة مجموعة مندوبي الآثار في موانئ عدن. عبد السلام محمد الزامكي - بكالوريوس آثار. 9. محمد عبد الحفيظ سمان - فني آثار. نرجس أحمد عبد الرحمن - بكالوريوس تاريخ.زهرة عبدربه ياسين - بكالوريوس آثار.مصير عبدالله محمد - بكالوريوس آثار.إخلاص صالح محمد - بكالوريوس حقوق.علي حسين باحسن - موظف.فائزة أفضل منصور - موظفة.عواطف عبدالله ناصر - موظفة.عبدالله محمد ناصر – كهربائي.حافظ صالح حيدرة – حارس.قبول علي عبدالله – عاملة نظافة.عائشة أحمد عمر - عاملة نظافة. وأقام الموظفون حول مقر الصحيفة وداخله ما يشبه الاعتصام المصغّر، حيث أصرّوا على حمل اللافتات التي حملت عبارات المطالبة بتطبيق قانون التدوير الوظيفي وإقالة مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف - عدن د / رجاء باطويل. وقدّم الموظفون كشفا بأسماء عدد من زملائهم تم فصلهم عن العمل نهائياً من قبل المديرة وآخرين ذوي كفاءة فضلوا الانتقال إلى محافظات أخرى هرباً من التعسفات الإدارية والمالية التي تمارسها المديرة بحقهم. ولم يكن كل الموظفين الحاضرين إلى مقر الصحيفة من موظفي الهيئة بعدن فهناك موظفون للآثار في محافظة لحج قدموا وقدمّوا رسالة تضامن مع زملائهم بعدن وذكروا في رسالة لهم إلى محافظ عدن أنهم كانوا من موظفي الهيئة بعدن إلا أنهم فضلوا الانتقال إلى لحج هرباً من ظلم المديرة، حسب قولهم. وقدم الموظفون صوراً للمتحف من الداخلظهر المتحف فيها وحوافظ الخزن فيه فاضيه وهو ما يؤكد مقولة الموظفين بأن كل الآثار التي بالمتحف قد تم نقلها إلى جهة مجهولة وأن متحف عدن خالٍ من القطع الأثرية. وكانت المديرة في اتصال سابق مع قسم التحقيقات بالصحيفة قد بررت ذلك بأن المتحف يخضع للترميم، وهو ما دعا إلى نقل التحف إلى مكان آمن بطريقة رسمية وبمشاركة الأمن بعدن. إلا أن اللافت في الصور التي أخذت لحجرات الخزن داخل المتحف هو سوء عملية الخزن، حيث تظهر الصور بنادق قديمة مكومة على بعضها بطريقة تشبه كومة قش أو أعوادا مهملة رغم ما تمثله في التاريخ الكفاحي لليمن من قيمة إنسانية وتاريخية. كما أظهرت صور أخرى قناني فخارية تراثية مرمية على الأرض بصورة تنم عن إهمال جسيم بحق ثروة وطنية غالية. وفي المجمل ظهر المتحف من الداخل عبارة عن غرف خزن مهلهلة تفتقد لأبسط أدوات الخزن العلمية المتوفرة في أي متحف فرعي لأصغر مدينة في العالم. في كل الدول التي تحترم تاريخها تعامل القطع الأثرية والأدوات التراثية التي استعملتها الشعوب في حقب تاريخها كما تعامل الجواهر النفيسة لما يعنيه تلفها من طمس للتاريخ والهوية، فلماذا بعض التصرفات تدل على أن هناك تعمد لطمس الهوية والتاريخ مع سبق الإصرار. بغض النظر عما ذكره الموظفون، من الواضح أن هناك سوء إدارة وصل حد الإهمال الجسيم، الأمر الذي يستوجب المساءلة عن كل ذلك. وهناك أسئلة يجب أن يتم الإجابة عنها من قبل القائمين على الأمر.. أسئلة من قبيل: إلى أين تم ترحيل القطع الأثرية؟ وهل هي حالياً مخزنة بصورة صحيحة وبأيدٍ محترفة؟ وهل تم حصرها قبل ترحيلها؟ وهل هناك ترميم بالفعل؟ وإن كان هناك فعلاً، فهل من تاريخ معين لانتهاء الترميم؟ يجب أن يتم توضيح كل ذلك بأسرع وقتٍ ممكن، وقد حاولنا عدم الخوض أكثر حتى يوضح الطرف الآخر ما ليس جلياً في الموضوع. وفي الأخير الشعوب لا ترحم من يدمر تاريخها، والشعب يحمل المسؤولية الكاملة القائمين على أمور المتاحف في حالة ضياع التحف الأثرية.