سواءً أكان الخبر صحيحا أم لم يكن كذلك الذي قيل إن اجتماعا عقد بمنزل د. عبدالكريم الأرياني قبل يومين ضم حزبه (المؤتمر الشعبي العام) وأحزاب المشترك تم مناقشة ما قيل إنها المبادئ الدستورية الرئيسة (وثيقة المبادئ) التي قيل أيضا إنها كتبت بخط الأرياني شخصيا والتي تقول في بعض فقراتها: الجمهورية اليمنية دولة اتحادية تتكون من عدة أقاليم يتم إنشاءها على أساس الشراكة مع السلطة المركزية في السلطة والثروة... تتولى الحكومة المنبثقة عن الانتخابات النيابية القادمة مراجعة قانون السلطة المحلية النافذ وتنقيته من أي نص يتنافى مع مبدأ تخويل الصلاحيات المحلية كاملة إلى المجالس المحلية المنتخبة على مستوى المحافظات والمديريات..), نقول إنه حتى لو لم يكن خبر هذا اللقاء صحيحا وحتى لو لم يكتب د. الأرياني تلك الوثيقة بيده وحتى لو لم يقل أحد أن غياب الحراك الجنوبي عن أي تصويت مقبل لا قيمة له كصوت واحد أمام اتفاق الجميع على هذه المبادئ, فكل هذه الأمور متوقع حدوثها عطفا على ما تم التخطيط لمخرجات هذا الحوار مسبقا وعلى الآلية التي يدار بها هذا الحوار ناهيك عن النظام الداخلي لهذا الحوار الذي قيّد المحاور الجنوبي بشروط تعجيزية مثل نسبة التصويت التي يجب أن تحظى بها كل قضية من قضايا الحوار 90% و75%. ولا يحتاج منا التذكير أن من يحاور الجنوبيين بموفنبيك هي القوى نفسها التي شنت الحرب على الجنوب ونهبته وكفرت أبناؤه, أي أن هذه القوى هي (الخصم والحكمُ). فمن ينكر على د. الأرياني ما قاله وما كتبه فهو إما أنه يجهل كل هذه الحقائق أو أنه يغالط نفسه ويلقي بخيبته ومشاركته بهذا الحوار الكارثة (أن كان مشاركا فيه) على الغير ليتنصل من اللوم والعتب. ومن يستهجن القول الذي يقول إن صوت الحراك الجنوبي المشارك بهذا الحوار لا قيمة له أن غاب أو حضر، فهو أيضا لا يعرف أو أنه يتجاهل بعمد حقيقة أن الحضور من الجنوبيين في هذا الحوار لم يكن قد اشترطوا أية ضمانات أو شروط يستطيعوا معها الضغط على الأطراف الأخرى بأن يكون التصويت وفق طرفين شمالي- جنوبي – أي أن مفردة (الندية) غائبة تماما ولم تحضر إلا كذر الرماد على العيون بتصريحاتهم بين الحين والآخر واتساقا على ما تقدم ذكره فإن فهؤلاء الجنوبيين وفق آلية الحوار التي تمت وتتم ما هم إلا جزء من كل (كمالة عدد) وبالتالي فغيابهم لا يشكل أي تهديد أو عرقلة للتصويت أو إجهاضا لمخرجات هذا الحوار وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الجنوبية. إذن لماذا كل هذا الضجيج وكل هذا الخادع والتضليل على البسطاء طالما، وقد عرفنا أن توالي الأمور ترتبط ببدايتها ؟. فشيء طبيعي أن يتكلم الأرياني أو غير الأرياني عن أن القادم سيكون وفق الوثيقة التي تتداول هذه الأيام والتي تتحدث عن أن الجمهورية اليمنية دولة اتحادية موحدة وأن الانتخابات النيابية على الأبواب وأن من لا يعجبه ذلك أن يشرب من بحر جولد مور؟؟.. فهذه الطبخة قد تم إعدادها سلفا ولم يبق من محاوري موفنبيك الجنوبيين إلا أن يعملوا عليها شوية بهارات على قليل مقبّلات مع قليل متبّلات لتبتلعها تلك الكروش المنتفخة بحيي الحصبة وحدة.. وبالهناء والشفاء. فللأسف لم تجرِ المصيدة وراء الفأر, بل لقد جرى الفأر وراء المصيدة.!