نيويورك تايمز: تفشي عنف وقمع العسكر بمصر أدخلها نفقا مظلما الأربعاء 21 أغسطس-آب 2013 الساعة 04 مساءً أخبار اليوم/ متابعات نشرت "نيويورك تايمز" الأميركية على موقعها الإلكتروني الليلة الفارطة بخصوص الأوضاع في مصر, حيث رأت الصحيفة أن مصر دخلت نفقاً مظلماً, من الصعب القول متى وعلى أي حال ستخرج منه؟. وقالت الصحيفة إن العديد من الأميركيين في الوقت الحالي غاضبون من أن إدارة الرئيس/ باراك أوباما, لم تمارس نفوذها المفترض للضغط على الجيش المصري من أجل استعادة المسار الديمقراطي مرة أخرى. وذكرت الصحيفة أن الوقت قد حان لشيء من التفكير الواقعي, مشيرة إلى أن المساعدات السنوية قد تبدو مقنعة, لكن هذه الأموال مخصصة في الأساس لحماية وتأمين إنجازات توصلت إليها السياسة الخارجية الأميركية وليس ترتيبات سياسية داخلية تؤيدها الولاياتالمتحدة الأميركية. وأردفت الصحيفة تقول إن المساعدات العسكرية الأميركية التي يكثر الحديث عنها فشلت في واقع الأمر في إقناع حكام مصر بالحكم بالطريقة التي ترغب بها واشنطن, مشيرة إلى أنه, عقب فترة وجيزة من وصوله إلى البيت الأبيض في عام 1993, أصدر الرئيس الأميركي السابق/ بيل كلينتون, تحذيراً ليس مستتراً بما فيه الكفاية للرئيس المصري آنذاك/ حسني مبارك, بإصلاح العملية الانتخابية أو مواجهة قطع المساعدات, غير أن مبارك لم يستجب للأمر, وفي النهاية تراجع البيت الأبيض. وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي/ جورج بوش, لم تحقق نجاحاً مع الضغط بالمساعدات, حيث أنه عندما طالبت وزيرة الخارجية آنذاك/ كوندليزا رايس, مبارك بتحرير النظام السياسي والسماح للأحزاب المعارضة بتمثيل أفضل في البرلمان, رد مبارك باعتقال المرشح الليبرالي الوحيد المعروف آنذاك وهو" أيمن نور" وذلك بتهمة التزوير. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن "كوندليزا رايس" ردت على هذا الأمر بإلغاء زيارة كانت مقررة لها إلى مصر وهو ما أدى إلى تغييرات ظاهرية في قواعد الانتخابات, غير أن هذه الإصلاحات تلاشت سريعاً, ممهدة الطريق إلى الاحتجاجات العارمة التي أطاحت بمبارك من الحكم في فبراير 2011. وقالت الصحيفة إن الضغط الأميركي بخصوص المساعدات, فشل حتى مع الرئيس/ محمد مرسي الذي وصل إلى سدة الحكم في مصر بعد الثورة وذلك عندما تجاهل المطالب المتكررة من قبل الرئيس الأميركي/ أوباما, لتبني منهجاً أكثر شمولية لحكم مصر المنقسمة منذ عام. وأردفت الصحيفة تقول إن كل ما اهتم به الرئيس المصري المعزول مرسي هو تمكين حزبه من مفاصل الدولة. وقالت الصحيفة إنه ليس في التاريخ دولة في حجم مصر الفخورة والمعتزة بحضارتها وعظمتها غيّرت وأعادت ترتيب شؤونها السياسية من أجل بضعة مليارات من الدولارات! وقالت الصحيفة إن تركيا بدأت تعديلات دستورية جذرية رسخت للحكم المدني والسيطرة على الجيش وإصلاح القضاء, لكن هذه الخطوات – حسب رؤية الصحيفة – اتخذت فقط من أجل تلبية المعايير للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وهو الأمر الذي مازالت تطمح إليه تركيا. وأردفت الصحيفة تقول إنه إذا كان الاتحاد الأوروبي منح تركيا ما تتسلمه مصر من واشنطن كل عام ربما كان الجيش التركي مازال يحكم تركيا حتى الآن. وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة لم تعد تمتلك ذلك النفوذ الذي كانت تهيمن به على الشرق الأوسط وإن آخرين يرغبون في التعاون مع مصر وهم بوسعهم منافسة الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن دول "الكويت والإمارات والسعودية" تعهدت باثني عشر مليار دولار للمجلس العسكري الحاكم لمصر الآن وأن هذه الدول فعلت ذلك دون الشروط التي يمليها الكونجرس الأميركي لمنح واشنطن المساعدات لمصر. وأردفت الصحيفة تقول إنه مازال بوسع البيت الأبيض فعل شيء رمزي وهو قطع المساعدات لمعالجة الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة وذلك لحفظ ماء وجه واشنطن, لكن أوباما لم يفعل ذلك لأمرين: الأول: هو لكي لا يجعل الولاياتالمتحدة "محور القضية" حيث أنه إذا قطعت واشنطن المساعدات كلها غداً, فسوف تنهال عليها الاتهامات من كل الأطراف بتقويض أمن مصر والتدخل في شؤونها. ورأت الصحيفة أن الأزمة السياسية الحالية في مصر تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي وأنها مشكلة ينبغي على المصريين معالجتها بأنفسهم دون تدخل من الولاياتالمتحدة. الأمر الثاني: هو أنه مع تفشي العنف والقمع في مصر فإن البيت الأبيض سيكون مضطراً إلى التدخل حتى ولو كانت أفضل الخيارات المطروحة هي التدخل الرمزي وهو ما سيكون في أسوأ الأحوال غير بناء. وقالت الصحيفة إن أنصار فرض الإجراءات العقابية ربما يكونون على صواب, لكنه يتعين على واشنطن أن تحتفظ بهذه الورقة عندما تصل الأمور إلى أسوأ حال. وأردفت الصحيفة تقول إن إلغاء المناورات العسكرية المشتركة مع مصر هو إجراء فعال من الناحية التكتيكية, معتبرة إياه طلقة تحذيرية أطلقتها الإدارة الأميركية فيما تتبقى الطلقة الأخرى وهي قطع المساعدات ومازالت هذه الطلقة متبقية لديها تستخدمها وقتما تشاء.. وفي الختام قالت الصحيفة إن الكابوس الذي قض مضاجع المصريين لن ينتهي في ليلة وضحاها..