أكد الباحث السياسي والاستراتيجي السوري "احمد الحاج علي" ان سوريا اكتسبت مسألتين خلال "الحرب العالمية التي فرضت عليها بطريقة حرب العصابات" وهما الخبرة والانتقال من مرحلة الشهادة الى "ثقافة الشهادة". دمشق (فارس) وقال الحاج علي في تصريح خاص لمراسل وكالة انباء فارس، ان "القيادة السياسية في سوريا تتميز بقوة الموقف والصلابة، والقوات المسلحة صمام امان لجميع السوريين". وأضاف الباحث السوري ان "النظام السياسي في سورية اكتسب درجة عالية ليس من ادارة الأزمة فقط وإنما قوة الموقف والصلابة وحسن الادارة من خلال التعاطي مع جميع الملفات التي تحيط بالازمة السورية"، مؤكدا ان "القوات السورية تشكل قاعدة هامة لجميع السوريين في الأمان والاطمئنان وفي التطلع نحو المستقبل". وتابع الحاج علي أن النظام السوري اكتسب مسألتين ليستا موجودتين على مستوى العالم؛ الأولى خبرة لم تكن مطروحة علينا في حرب العصابات. هذه مسألة مهمة، والآن فوجئنا أن هناك حربا عالمية ثالثة على سورية بطريقة حرب العصابات ولذلك رأينا الرد في النهاية في المعنى العسكري وفي المعنى الاجتماعي. وأضاف: والأمر الآخر أننا انتقلنا في سورية من مرحلة الشهادة إلى مرحلة ثقافة الشهادة بحكم عدد الشهداء وبحكم انتشارهم على مساحة سورية كلها، لهذا فالشعب السوري اكتسب هذه القوة والسكينة في اطار متطور باستمرار. واكد ان "هذه الحالة من الحرب على سورية اعتمدت على الارهاب وعلى الأسلوب العسكري وعلى الأسلحة وعلى التمويل وعلى شراء الضمائر". وأوضح الحاج علي، "على الاعلام بكل اشكاله التحدث في هذا الموضوع وافراد الصفحات والمحطات الاعلامية لتسليط الضوء على هذه العوامل" واضاف: ان العامل الأول هو الغرب مع القوى الأخرى الصهيونية والقوى الاقليمية والأدوات الارهابية إنما ينطلقون من نقطة مهمة تجمعهم حيث يتصورون ان العالم خال ممن يتابع ومن أي ادراك ومن أي تحليل لذلك يلجأون إلى التصريحات وإلى تسيير الأمور وكأن العالم لا يوجد فيه من يفهم ومن يستقبل ويحلل ويقارن، هكذا يتصورون وهذه تنم عن النزعة الاستعمارية القديمة وهذه المسألة حساسة جداً . والنقطة الثانية، حسب الباحث السوري، هو أنه "آن الآوان لندرك انه لا يوجد تمييز بين المصدر الأم الاستعماري وبين الأدوات الارهابية لأنه كثيراً ما نقول أن االمسألة هي أن الغرب بات يخشى من امتداد الموجات الارهابية عليه هو، كأننا ضمناً نقول أن هناك تناقضا بين الأخوان المسلمين وأمريكا. وتابع: لا يوجد فرق إلا في الموقع بين أمريكا وآخر ارهابي يقتل في دمشق، فكلهم جسد واحد بعقل واحد ومنظومة واحدة وتنظيم واحد بين الذي يغذي والذي يمول ويقدم الأسلحة ويدير المعارك فيجب أن نكون قادرين على فهم الحالة العامة حتى لا نقع في التضليل وفي الرد على أشياء وهمية. ولفت الباحث السوري الى ان الغرب "سيصحى ويدرك نقطة مهمة وهي انه عندما تنتهي الأزمة في سورية فأين سيذهب هؤلاء الارهابيون. الارهابيون في سوريا هم ذاتهم الأمريكان، ذاتهم الفرنسيون وذاتهم الصهاينة وآل سعود وآل ثاني، هذه المسألة يجب أن تدخل في التداول لذلك نقول أن هذا الأمر قام على أساس أن العالم فارغ، وهذه الوحدة العضوية التي تجمعهم يجب أن يكون أساساً في تحريك الموقف السياسي والعسكري والاجتماعي في سورية". /2336/ 2868/