د. عبد العزيز حسين الصويغ قصة قرأتها في موقع على الشبكة العنكبوتية تقول إنه في محاولة رجل ياباني تجديد بيته قام بنزع جدران بيته. ومن المعروف أن البيت الياباني التقليدي مبني من الخشب حيث يكون بين جدران البيت فراغ . فعندما نزع أحد الجدران وجد سحلية عالقة بالخشب من إحدى أرجلها . انتابته رعشة الشفقة عليها . لكن الفضول أخذ طريق التساؤل عندما رأى المسمار المغروز في رجلها يعود إلى عشر سنوات خلت عندما أنشأ بيته لأول مرة . دار في عقله سؤال: ما الذي حدث ؟ كيف تعيش السحلية مدة عشر سنوات في فجوة ما بين الجدران يلفها الظلام والرطوبة ودون حراك ؟ توقف عن العمل وأخذ يراقب السحلية . كيف تأكل ؟ وفجأة ظهرت سحلية أخرى حاملة الطعام في فمها دهش الرجل . وعمت في نفسه مشاعر رقة الحب التي أثارها هذا المشهد سحلية رجلها مسمرة بالجدار وأخرى تطعمها صابرة مدة عشر سنوات؟! *** استدعت هذه القصة أمامي قول الله سبحانه تعالى: (ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [هود: 6]، فالله لا ينسى مخلوقاته من رزقه وتدبيره، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه، حتى الذر في قرار الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الماء. لكن القصة استدعت أيضاً لقطات مؤلمة شهدتها في بعض الفيديوهات التي تعرضها الشبكة العنكبوتية لبعض جرائم القتل التي تُرتكب في مصر هذه الأيام باسم الدين. فقد شاهدت كيف تمت المجزرة التي راح ضحيتها 25 مجنداً من قوات الأمن المركزي المصرية أثناء عودتهم من معسكر في رفح في كمين نصبه مسلحون بين رفح والشيخ زويد في شمال سيناء، وذلك بعد تقييد أياديهم وطرحهم أرضا وقتلهم بدم بارد. *** المنظر الذي أصابني بالحزن والأسي كان لقطات وفيديوهات تسجل أكثر المشاهد إجراماً و«خسة» فى أحداث العنف الأخيرة في مصر، وذلك في «مجزرة كرداسة» التي سجلت لحظات سبقت قتل عدد من ضباط وأفراد شرطة برتبة لواء وحتى مجندين صغار. وهي جريمة ارتكبها مسلحون هاجموا ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة وأشعلوا به النيران وقتلوا لواءين وعقيد ونقيبين و7 آخرين من الأمناء والأفراد.. القتل ليس عادياً، لكن سبقه سحل وتعذيب وتقطيع بالسنج والأسلحة البيضاء ثم قتلهم بالرصاص دون رحمة أو شفقة. وكان أبشع ما في اللقطات ذلك الذي يُظهر شاباً قوياً وهو يتلوى من الألم وهو ينازع الموت وسط هتافات الله أكبر وشتائم خادشة للحياء... ويقول للحشد الذي تجمع حوله قبل وفاته: «عايز أشرب». وبينما يقول أحد الناس: «ده حرام.. دول بنى آدمين».. ليأتيه الرد: «دول لازم يحصل فيهم كده.. بلاش تغطوهم خلوهم عبرة»؟! *** لا أصدق أن ترتكب هذه الجرائم من مصري ضد مصري .. مهما اتسعت شقة الخلاف أو العداء بينهما. فمثل هذه الأعمال لا يجوز أن ترتكب بحق الأعداء ناهيك أن تكون بين أناس ينتمون إلى وطن واحد؟! فكيف تكون الحشرات أكثر عطفاً فيما بينها على الإنسان الذي ميزه الله بالعقل .. ووضع في صدره قلباً ليكون فيه بعض الرحمة .. لكنها الدنيا حين تُصبح أكبر همّنا .. وحين نجز عليها بكل الوسائل حتى لو دسنا على الغير، أو تدثرنا بعباءة الدين للوصول إليها .. ولو فوق بحر من الدماء والأشلاء!! نافذة صغيرة: [[علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتُلي به بعض أتباع كل دين سماوي، وكل عقيدة سياسية.]] عبدالله بن عبدالعزيز [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain