تعود جذور العلاقات الإيرانية البريطانية إلى عدة عقود من الزمن وإبان هذه الفترة كانت تتصف بميزة واحدة وهي محاولات الإنجليز للتأثير على الأوضاع الداخلية في إيران وفرض سياساتهم على الحكام الإيرانيين. طهران (فارس) يمكن تلخيص المراحل التأريخية للعلاقات البريطانية الإيرانية فيما يلي: 1 -بدأت العلاقات بين إيرانوبريطانيا في بداية المنتصف الثاني للقرن الثالث عشر وكانت إيران حينها تحت لواء الحكم المغولي حيث كان يحكمها حفيد هولاكو (أرغون شاه) ويحكم بريطانيا الملك إدوارد الأول وقد كانت القوات الصليبية آنذاك منهكة جراء الحروب التي دامت قرنين من الزمن مع المسلمين بهدف احتلال القدس الشريف لذا حاول الإنجليز التغلغل في البلدان الإسلامية عبر التعامل مع الحكام المغول. 2 -في عهد الملك طهماسب الصفوي في القرن السادس عشر أرسلت ملكة بريطانية رسالة ابدت رغبة بلادها في إقامة علاقات صداقة بين البلدين وطلبت السماح للتجار الإنجليز بمزاولة نشاطات تجارية في إيران. 3 - في عهد الملك عباس الكبير تم إيفاد اثنين من رجال النخبة الإنجليز إلى إيران على راس وفد يضم 70 شخصاً وذلك بعد أن تلقوا التعليمات اللازمة من بابا الفاتيكان، وقد بدأت حينها نشاطات تجارية بين الجانبين وتوطدت علاقات الصداقة لكن الأهداف غير المعلنة لهذه البعثة كانت مريبة للغاية. 4 - في القرن الثامن عشر وإبان حكومة كريم خان زند تمكن الإنجليز من الحصول على إذن لمزاولة نشاطات تجارية في ميناء بوشهر وقاموا ببيع بضائعهم على سواحل الخليج الفارسي وأيضاً اقتناء البضائع الإيرانية دون دفع أية ضرائب، ولكن الأهداف الحقيقية لهذه النشاطات الاقتصادية كانت تكمن في التغلغل بعمق المعتقدات والثقافة الاجتماعية للمنطقة. 5 - أسس الإنجليز الفرقة البهائية الضالة إبان حكومة محمد شاه وفق تعاليم الماسونية الروسية والإنجليزية، وحسب الوثائق المعتبرة فإن هذه المؤامرة قد حدثت في وقت كان الإنجليز يخوضون صراعات مريرة في مناطق واسعة من العالم الإسلامي ولا سيما في شبه القارة الهندية. 6 -السياسة الإنجليزية في عهد حكومة ناصر الدين شاه والتي دامت خمسين عاماً بقيت ثابتة على حالها حيث كان البريطانيون يحاربون كل حكومة وطنية تدافع عن مصالح البلاد وكذلك كانوا يتدخلون في الشؤون الداخلية والخارجية وزرعوا الكثير من الجواسيس وجندوا العديد من العملاء في إيران وأبرز ما تمخض عن هذه السياسة هو اغتيال رئيس الوزراء الميرزا تقي خان المعروف ب (أمير كبير). 7 - وفي عهد سلالة بهلوي للأب رضا خان وابنه محمد رضا في القرن العشرين استمرت السياسة الإنجليزية في إيران على نفس المنوال حيث هيمن الإنجليز على نظام الحكم في طهران وسيطروا عليه كما يشاؤون الا ان انتصار الثورة الإسلامية في 1979م بقيادة الإمام الخميني (رض) سحب البساط من تحت أرجل بريطانيا وحلفائها لتبدأ مرحلة جديدة من المكر والمؤامرات حيث تحولت لندن إلى مقر لدعاة الملكية في إيران وذوي السوابق الهاربين من العدالة والمنافقين والإرهابيين الذين اغتالوا الكثير من أنصار الثورة الإسلامية ودعموا النظام العراقي السابق ورئيسه صدام حسين في حربه ضد ايران والتي دامت ثماني سنوات ولا يزال الإنجليز حتى يومنا هذا يضعون العقبات ويحيكون المؤامرات ضد الشعب الإيراني. / 2811/