دعت روسيا كل من يعلن عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد سورية إلى تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأساوية. أعلن ذلك، يوم الأحد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش. موسكو (وكالات) وقال لوكاشيفيتش: "في هذه الظروف ندعو بحزم كل من يحاول فرض نتائج التحقيق مسبقا على مفتشي الأممالمتحدة ويعلن عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد سورية، ندعوهم إلى تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأساوية". وأضاف أنه "يجب رسم السياسة إزاء النزاعات المختلفة على أساس القانون الدولي والحقائق الموثوق بها وعدم طرح الافتراضات والأفكار المختلقة كي تنسجم مع المشاريع الجيوسياسية إحادية الجانب". ومن جهة أخرى أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ارتياحها للموقف البناء الذي اتخذته القيادة السورية من إقامة التعاون الفعال مع بعثة الأممالمتحدة. وأشار لوكاشيفيتش قائلا: "نرى أن ذلك يفتح إمكانيات لإجراء تحقيق دقيق وغير منحاز وموضوعي لكل ملابسات ما حدث في ضواحي دمشق، وهو الأمر الذي ندعو إليه". ولفت لوكاشيفيتش لدى ذلك إلى أنه من المهم في هذا السياق أن تهيئ المعارضة المسلحة التي تسيطر على بعض مناطق الغوطة الشرقية الظروف الضرورية التي تجعل المفتشين الأمميين يعملون بأمان، حتى لا يتجرأ المعارضون لتدبير استفزازات ضدهم كما حدث مع بعثة المراقبين الأمميين الصيف الماضي. واستطرد قائلا: "ندعو كل من بإمكانه التأثير على التشكيلات المسلحة غير الشرعية العاملة في سورية إلى الضغط عليها". أية أعمال عسكرية إحادية الجانب دون تفويض أممي ستؤدي إلى تصعيد النزاع. وقال لوكاشيفيتش ان موسكو لفتت الانتباه إلى البيان الذي أدلى به وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل عن الإجراءات التي اتخذها بتفويض من الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بتأمين استعداد القوات المسلحة الأمريكية لأن تنفذ في اي لحظة عملية عسكرية ضد سورية. وأضاف: "نحن قلقين أيضا من المطالب التي تطرحها باريس ولندن وبعض العواصم الأخرى، المتعلقة بالرد الحازم على الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي من قبل القوات المسلحة السورية في شرق الغوطة يوم 21 أغسطس/آب، وذلك تجاهلا للحقائق الكثيرة التي تدل على أن هذا العمل هو استفزاز قامت به المعارضة الراديكالية". وأكد لوكاشيفيتش "كل ذلك يجبرنا على تذكر الأحداث التي حصلت منذ 10 أعوام حين أقدمت الولاياتالمتحدة، وبدون تفويض من الأممالمتحدة، على المغامرة التي باتت عواقبها معروفة للجميع وهي استخدامها كذريعة، معلومات مفبركة عن وجود أسلحة الدمار الشامل لدى العراقيين". وقال لوكاشيفيتش"إن الأقوال العجولة حول ما حدث يوم 21 أغسطس/آب تهدف إلى التدخل في عمل الخبراء الأمميين المستقلين في السلاح الكيميائي وتبدو غريبة للغاية إذا تذكرنا المماطلة التي مارستها لندن وباريس بشأن إيفاد بعثة أممية إلى سورية للتحقق في استخدام المواد السامة يوم 19 مارس/آذار الماضي في خان العسل بالقرب من حلب. ولا يجوز إهمال الحقيقة عن هذا الحادث". وأضاف قائلا: "ندعو بحزم مرة أخرى إلى عدم تكرار أخطاء الماضي والحيلولة دون الأعمال التي تتعارض مع القانون الدولي، علما بأن أية أعمال إحادية الجانب ستقوض جهود الأسرة الدولية الرامية إلى البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية للنزاع السوري وستؤدي إلى المزيد من تصعيد الوضع وسيتؤثر بشكل مدمر على الأوضاع الصعبة في الشرق الأوسط حيث تتجلى العواقب الوخيمة الناجمة عن العدوان من طرف واحد على ليبيا الذي جاء خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. ومضى قائلا: "ستقوض أيضا في هذه الحال آفاق عقد مؤتمر "جنيف – 7" الذي اتفقنا مع الشركاء الأمريكيين على الإسراع في التحضير له". /2926/