إعتبرت صحيفة "الوطن" السورية أنه و"من جديد يرفع أعداء سوريا أصواتهم مهددين بضربة عسكرية لدمشق عقاباً على أكاذيبهم الكيميائية وفي الوقت ذاته يحضرون أنفسهم لمؤتمر جنيف وكأن شيئاً لم يكن وكأنهم لم يهددوا ويتوعدوا وينفذوا ماخفي من أجندات لا هدف لها سوى إركاع سوريا وهو الأمر الذي لم ولن يحصل". دمشق (فارس) وأكدت الصحيفة في افتتاحيّتها أن "الحل في سوريا سياسي ولن يكون عسكرياً ومصيبة واشنطن وأزلامها من أوروبيين وعرب أنهم يريدون سوريا مكسورة في جنيف وليس سوريا منصورة وأمام العجز الكبير وخيبة الأمل التي أصابتهم طوال السنتين الماضيتين فلا حل بنظرهم سوى تقديم الدعم والمؤازرة مباشرة إلى تنظيم القاعدة وأخواته بإنجاز العمل مباشرة ودعم ومؤازرة لإنجاز ما لم ينجزوه خلال الأشهر الماضية ولتحقيق "انتصار" وهمي يؤدي إلى إلزام سوريا بتقديم تنازلات في جنيف وهو أيضاً أمر لن يحصل ما دام الشعب السوري يقف خلف جيشه وقيادته". وذكرت الصحيفة أنه "سبق أن حاولت إسرائيل عدة مرات في الماضي القريب دعم القاعدة في سوريا وفتح ممرات لها في دمشق وأخفقت، ويأتي اليوم دور واشنطن للتهديد والوعيد وربما التدخل العسكري للغاية ذاتها -أي دعم الإرهاب- وستفشل أيضاً وهي تدرك ذلك مسبقاً إلا أنها ترى أن لا حل سياسياً من دون ضربة عسكرية فكانت أكذوبة الكيميائي الحجة التي من خلالها تم تغيير اللهجة وأطلقت التهديدات وتحرك الإعلام الدولي لتثبيت الكذبة تماما كما حصل في العراق منذ عشر سنوات". وأشارت الصحيفة الى ان "واشنطن تهدد وتطمئن في الوقت ذاته فهي ليست بصدد التدخل من أجل إسقاط نظام أو تغيير المعادلة على الأرض بل ستكتفي بمعاقبة دمشق على استخدام الكيميائي آملة ألا يؤدي ذلك إلى إشعال المنطقة وإلى حرب قد تستمر سنوات وتهدد حليفها الأكبر إسرائيل، فهي تريدها ضربة سريعة تصل بسوريا إلى جنيف وليس إلى أي مكان آخر كما يتوهم "المعارضون" الذي تسابقوا إلى تقديم لائحة بالأهداف التي يتمنون ويحلمون تدميرها داخل سوريا علماً أن الكثير من هؤلاء المنتمين للمعارضة يعتقدون أن ما سيحصل في سوريا شبيه بسيناريو العراق ومنهم من بدأ بالاستعداد لتسلم المناصب والكراسي قبل أن تذكرهم واشنطن بأن وجهتهم المقبلة ليست دمشق بل جنيف وعليهم الاستعداد لمرحلة المفاوضات". وخلصت الى ان "كل ما في الأمر هو ابتزاز ورهان وضغوطات وإعلام لا أكثر، ومن يعتقد أنه قادر على لي ذراع سوريا فهو مخطئ فالضربات العسكرية وإن حصلت فلن تؤدي إلا إلى مزيد من التلاحم بين الجيش والشعب والقيادة وقد تفتح آفاق حرب ستعجز قوى العالم مجتمعة عن السيطرة عليها وهذا ما تخشاه واشنطن وتدركه جيداً لذلك هي تدرس بشكل متأن جداً كيفية الخروج من الأزمة التي افتعلتها من خلال أكذوبة الكيميائي". /2336/