وصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي مفتي مصر السابق علي جمعة بأنه "عبد السلطة والشرطة" وقال بأنه "ليس مفتياً". وأضاف القرضاوي أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، وأن "الذين تآمروا ضده هم الخوارج". جاءت تصريحات القرضاوي يوم 25 آب/أغسطس بعد أن تم تسريب تسجيلات مصورة يظهر فيها المفتي السابق لمصر علي جمعة يقول فيها "ان جموع الشعب خرجت لتأييد الجيش"، ويردد فيها حديثا نبويا عن ضرورة قتال من يشق صفوف جماعة المسلمين. واتفق علماء آخرون مع ما قاله القرضاوي بأن محمد مرسي هو الحاكم الشرعي لمصر، من بينهم المفكر الاسلامي محمد عمارة الذي قال ان البيعة تمت لمرسي في شكلها الذي تعارف عليه الناس الآن، وهو حصول المرشح للرئاسة على اغلبية اصوات الناخبين. لكن على الجانب الآخر هناك دعاة وعلماء دين يتبنون موقفا مؤيدا لقيام الجيش بعزل مرسي، من بينهم الداعية عمرو خالد، والشيخ سالم عبد الجليل. وهذا الفريق من الدعاة يؤكد على ضرورة اتخاذ السلطات "الإجراءات القانونية اللازمة" لصد من يتعرض لأمن مصر واستقرارها، وأنه لو اضطرت لاستخدام السلاح عند الحاجة فهذا "واجبها" – في إشارة لأحداث العنف التي تخللت فض الاعتصام أمام مسجد رابعة العدوية والذي أدى إلى مقتل المئات حسب أقل التقديرات. تباين الآراء وتبني رجال الدين ممن لهم تأثير بالغ على أتباعهم لمواقف مؤيدة أو معارضة لما يحدث في مصر يشير إلى مدى الاستقطاب الذي تشهده البلاد، كما ويضفي هذا الانقسام على مستوى الطائفة بعداً آخراً للشرخ الذي يسود مصر بعد أحداث الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي وعزل الجيش لمرسي من منصبه وما تلا ذلك من تداعيات سياسية وأمنية. هل يعد إبداء رجال الدين لمواقفهم في النزاعات السياسية أمراً مقبولاً؟ في ظل فوضى الفتاوى ودخول بعض رجال الدين في الصراعات السياسية، هل اهتزت ثقتك برجال الدين؟ ما هو الحد الفاصل بين إبداء الرأي والتحريض ضد الآخر؟ * بي بي سي