أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي, أن بلاده ستواصل دعم مصر سياسيا واقتصاديا خلال الفترة الحالية والقادمة, نظرا للعلاقة الوثيقة والتاريخية بين الشعبين الشقيقين وانطلاقا من المصالح المشتركة بين نصر والسعودية. وقال الفيصل أن تهديدات الدول الغربية بقطع المعونات عن مصر لن تنفذ وهي مجرد تهديدات لأن المصالح متبادلة، واصفا مصر بأنها دولة كبيرة وقطع هذه المساعدات ليست في مصلحة هذه الدول. وأوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بمقر رئاسة الجمهورية بعد ظهر اليوم الأحد, في أعقاب استقبال الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور له, قال إنه قدم عدة رسائل مودة تؤكد وقوف السعودية مع مصر في كل الأوقات وكل القضايا وهذا ليس غريبا على السعودية. ووصف وزير الخارجية السعودي العلاقات بين البلدين بأنها علاقات مبنية على مشاعر الأخوة والمصالح المشتركة, وأن البلدين يساند بعضهما بعضا في كل المواقف. وأضاف الفيصل أنه سعيد بالاستقرار الذي تحقق في مصر والتفاف الشعب المصري حول قيادته, وأنه قادر على حل المشكلات التي تواجهه وأن المستقبل مزدهر للشعب.. ومن جانبه قال نبيل فهمي وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي المشترك أن الاستقبال الحار الذي لقيه الوزير سعود الفيصل من الرئيس منصور ينم عن امتنان مصر للدعم السعودي في جميع المجالات، كما أكد أن العلاقات بين البلدين تمر بأزهى عهودها ونتطلع لمزيد من التعاون بما يحقق مصالح الشعبين. وأضاف أن العالم العربي يواجه التحديات وان الدول الرئيسية عليها مسئولية كبيرة في مواجهة هذه التحديات. وردا على سؤال حول إعطاء السعودية الضوء الأخضر لأمريكا لتوجيه ضربة جوية لسوريا قال وزير الخارجية السعودي " أود أن أوضح في البداية كيف نقرأ المشهد في سوريا حتى يكون هناك تقييم صحيح للموقف، وكانت هناك رغبة شعبية في الإصلاح واجهها النظام السوري ب"الشبيحة", وعندما كان رد فعل المجتمع الدولي الصمت ازدادت العمليات العسكرية قسوة وقتل من قتل وزادت أعمال العنف في سوريا على الرغم من أن مطالب المواطنين السوريين لم تكن مجحفة. وتابع " قام الشعب السوري بالدفاع عن نفسه واستجابت دول عربية لمساعدته بعد استباحة الدماء والأعراض وكانت هناك محاولات عربية معروفة لإيجاد حل سلمي وكذلك دولية ولكنها لم تنجح واستمر الوضع كما هو وكان هناك تصميم واضح أن النظام لا يريد أي حل إلا العسكري الذي يخرج على إرادة المواطنين، وتم تشكيل الائتلاف السوري وهذه خطوة متقدمة من الدول العربية للاعتراف بها ومناصرة القضية وطلبوا أما الحصول على سلاح للدفاع عن أنفسهم أو دعم عسكري بقوات عربية، والسعودية دعمت الائتلاف ونحن نرى الأحداث أمام أعيننا واستمرت الحلقة وازداد العنف وتطورت الأسلحة التي تستخدم في قتل السوريين من دبابات وأسلحة ثقيلة إلى أسلحة إستراتيجية وغازات سامة ولا أحد يتصور استخدام هذه الأسلحة غير الإنسانية التي منعت في كل دول العالم وأجمعت على عدم استخدامها ضد أعداء خارجين فما بالك ضد المواطنين وأخلاقنا العربية لا يمكن أن تسمح بهذا الوضع. وأضاف الفيصل إنه آن الأوان مع انعقاد مجلس الجامعة أن نطالب مع السوريين أن يساعدهم المجتمع الدولي بالطريقة المطلوبة لوقف الدموية وإلا نكتفي بالشجب قبل أن يفنى هذا الشعب. وردا على سؤال قال نبيل فهمي إن مصر ترى ضرورة الحل السياسي في جنيف 2 لتحقيق تطلعات الشعب السوري، وأكد أن استخدام الأسلحة الكيماوية محرم استخدامها دولياً من النواحي الأخلاقية والقانونية والمجتمع الدولي يتعامل معها بشكل واضح وفقا للقوانين والمواثيق الدولية للأمم المتحدة.