قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). سورة البقرة. كما قال عز وجل: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ).. سورة الشعراء. فقدت مكةالمكرمة ابنًا من أبنائها البارين، رجل الكرم والتواضع والخلق القويم، والرحمة والرأفة وسعة الصدر، والقوة والحزم.. إنه أ. د. الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، رحمه الله رحمة واسعة، والذي خدم وطنه ومواطنيه بكل إخلاص وتفانٍ، فقد تولى رئاسة المحكمة الشرعية في مكةالمكرمة، وكان نائبًا للرئيس العام لشؤون الحرم النبوي الشريف، كما كان -يرحمه الله- عضوًا في لجنة سياسة التعليم بالمملكة، وعضوًا بالمجلس الأعلى للتعليم العالي، وعضوًا بالمجلس الأعلى لجامعة أم القرى بمكةالمكرمة، وعضوًا بالمجلس الأعلى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، كما تولى رئاسة تعليم البنات كرئيس عام لها، والتي نهضت في عهده نهضة شاملة في جميع أنحاء المملكة بما مدّته به هذه الدولة -أعزها الله- وسخرته له من دعم قوي ومتواصل للنهوض بتعليم البنات الذي إذا نهض نهضت الأمة بكاملها، وما زال ينهل الجميع من خططه التربوية والتعليمية حتى وقتنا الحاضر، حيث شملت هذه النهضة العلمية لتعليم البنات في رئاسته التوسع في عدد المعلمات والإداريات والمباني الحكومية، وتيسير القبول في كليات البنات والدراسات العليا، والحصول على الدرجات العلمية، والذي ظهر أثره على جامعاتنا حاليًّا بعد ضم هذه الكليات لوزارة التعليم العالي، والتوسع في فتح المدارس، وقبول الطالبات بالتعليم العام في جميع أنحاء المملكة، خاصة في القرى والمناطق النائية، محاربة للأمية، وخدمة للأمة.. وسوف يبقى اسمه خالدًا، وذا مكانة عالية في تعليم البنات وكل مكان تولى قيادته أو عضويته، رحمه الله رحمة واسعة، لِمَا خلّده من خلقٍ كريم، ورأي سديد، ورجاحة عقل قويم.. اللهم يا حنان يا منان، يا واسع الغفران، اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل ما قدمه لأمته ومجتمعه في ميزان حسناته اللهم آمين. د. نايف عبدالله التويم - مكة المكرمة