اعتبرت مجلة "فورين أفيرز" أمس أن إحالة الرئيس أوباما موضوع توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري بعد جريمة استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة في 21 أغسطس الماضي للكونجرس للتشاور بشأنه قبل إجراء التصويت على الضربة بأنه شيء جميل، لكنه سيكلف إدارة الرئيس أوباما ثمنًا باهظًا. حيث يلعب التوقيت دورًا مهمًّا في تلك العملية. وأوضحت المجلة هذه النقطة بالقول إن الضربة غدًا أو في غضون أسبوع، أو حتى شهر لن يضر، فالحرب الأهلية السورية ستستمر أسابيعَ، وربما شهورًا عديدة، وستظل القوات الأمريكية جاهزة للقيام بالضربة، ولكن كلّما تأخرت الضربة زادت مذابح الأسد ضد شعبه، وكلما زادت قوة الجهاديين وازداد تفوقها على قوى المعارضة الأخرى. لكن الفرصة السانحة الآن للقيام بالضربة عقب استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في 21 أغسطس الماضي ستتضاءل إذا تأخرت تلك الضربة عن توقيتها الزمني المناسب مع إمكانية احتلال قضايا جديدة أهمية أكبر على جدول الأعمال الدولية. وأضافت: أن الاستخدام المحدود للقوة عبر ضربات محدودة تستهدف أهدافًا سهلة لن يكون كافيًا لردع النظام عن تكرار استخدام هذا السلاح مستقبلاً، كما ان إطلاق 50 صاروخ توماهوك لن يكون كافيًا أيضًا لإعادة التوازن في ميزان القوى بين طرفي النزاع السوري، مع الأخذ في الحسبان أن استهداف مخازن الأسلحة الكيماوية ينطوي على مخاطر كبيرة لجهة إمكانية تسرب المواد الكيميائية، وهو ما سيجعل القوات الأمريكية تترك مخزون الأسلحة الكيميائية للنظام، وتستهدف قوات النخبة، ومواقع القيادة والسيطرة، ومواقع الدفاع الجوي والأرضي. واعتبرت المجلة أن دعوة الرئيس أوباما الكونجرس، وطرح موضوع الضربة للنقاش والتصويت من قبل الشيوخ والنواب بالرغم من ميزته الديمقراطية، ينطوي على خطأ جسيم، وطرحت المجلة بهذا الصدد السؤال: ماذا لو تعرضت إسرائيل لمخاطر وتهديدات إيرانية حقيقية؛ بسبب الملف النووي الإيراني؟ هل ستنتظر تل أبيب دعوة الرئيس الكونجرس للتشاور حول هذه القضية والتصويت عليها؟