أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس، أن بلاده تبحث توجيه ضربة «محدودة» للنظام السوري، معتبرا أن استخدام الأسد للكيماوي تحد للعالم وتهديد لحلفاء أمريكا في المنطقة.وقال أوباما إنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بخصوص الضربة العسكرية، لكنه أدان عجز الأممالمتحدة عن التحرك بشأن سوريا.وكان الرئيس الأميركي قد بدأ اجتماعا مع فريق الأمن القومي لبحث الشأن السوري، في وقت تتواصل ردود الفعل حيال الضربة العسكرية المتوقعة في حق النظام السوري.وأضاف أوباما بقوله «نعمل على أن تكون الضربة ضد نظام الأسد محدودة النطاق»، مؤكداً: «لن ندخل في حرب برية في سوريا على الإطلاق».وأوضح أوباما بخصوص الوثائق الاستخباراتية التي تدين الأسد، بقوله «نتشاور مع الكونغرس حول كشف وثائق عن تورط نظام الأسد».وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس إن «الولاياتالمتحدةالأمريكية تعلم من أين أطلقت الصواريخ المحملة بالكيماوي وفي أي توقيت».وبين إن مصداقية الولاياتالمتحدةالأمريكية على المحك فيما يتعلق بالملف السوري مشيرا الى أن بلاده لن تكون الوحيدة التي ستتحرك ضد نظام بشار الأسد وأضاف كيري إن» هناك أدلة دامغة على تورط نظام الأسد في هجمات الكيماوي».وأكد كيري أن الإدارة الأمريكية اطلعت على تقارير من 11 موقعا في ريف دمشق عن ضحايا الكيمياوي، وكانت هناك إشارات واضحة على استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق وتزايدت احتمالات تحرك أمريكي أحادي ضد سوريا، مع إعلان البيت الأبيض مساء أمس الأول الخميس، أن الرئيس باراك أوباما سيحسم قراره بهذا الشأن «وفقًا للمصالح الأمريكية» بمعزل عن رفض مجلس العموم البريطاني أي ضربة عسكرية وعدم الحصول على تفويض من الأممالمتحدة. وفيما، رفض مجلس العموم البريطاني مساء الخميس السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردًا على استخدامه أسلحة كيميائية، في تصويت طغى عليه هاجس الخوف من تكرار السيناريو العراقي وشكل صفعة كبرى لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون. من جهة أخرى أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند أمس الجمعة، أن رفض مجلس العموم البريطاني لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي إلى تحرك «متناسب وحازم» ضد دمشق. بينما أكدت الحكومة الألمانية أنها لن تشارك في تدخل عسكري في سوريا، حسب ما أعلن المتحدث باسمها شتيفن سايبرت خلال مؤتمر صحافي أمس. وقال مساعدون لأوباما، إن «الرئيس على قناعة بأن سوريا يجب أن تدفع الثمن لانتهاكها القوانين الدولية التي تحظر استخدام أسلحة كيميائية، وهو ما يشكل بنظره تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الأمريكي». وتلقت المساعي الأمريكية لتشكيل ائتلاف دولي لشن عمل عسكري «محدود» ضد النظام السوري ضربة قوية، حين صوت مجلس العموم البريطاني في لندن ضد استخدام القوة لمعاقبة النظام السوري على هجوم كيميائي اتهم بشنه في 21 أغسطس في ريف دمشق موقعًا مئات القتلى. وكان مسؤولون أمريكيون أفادوا في وقت سابق الخميس، أن أوباما سيتحرك بشكل أحادي إن كان ذلك ضروريًا، لكن هذا الاحتمال أصبح واقعَا مفروضًا عليه مع التصويت البريطاني الذي كان له وقع كبير عبر الأطلسي. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن «لقد رأينا نتيجة التصويت في البرلمان البريطاني». وتابعت «الولاياتالمتحدة ستواصل التشاور مع الحكومة البريطانية، أحد أقرب حلفائنا وأصدقائنا». لكنها أكدت «كما سبق وقلنا، إن الرئيس أوباما سيتخذ قراره بناء على ما هو أفضل لمصلحة الولاياتالمتحدة، إنه يعتقد أن هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة على المحك، وأن الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيميائية يجب أن تحاسب». وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «نريد أن نعيش في عالم لا يفر فيه أشخاص مثل بشار الأسد من العدالة، كما أنه لا يمكن التغاضي عن استخدام ديكتاتور لأسلحته الكيمياوية».وأوضح كيري أن «عدم الرد سيؤثر على مصداقية الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية»، ويفترض أن «نعمل كأسرة دولية على محاربة استخدام الأسلحة الكيمياوية».وفيما يخص التدخل العسكري المتوقع، قال جون كيري أن « أي تحرك عسكري في سوريا لن يشبه العراق أو أفغانستان أو حتى ليبيا، ولن يكون هناك أي دور للقوات البرية في أي عمل عسكري محتمل». لكن كيري اضاف بقوله « نحن ملتزمون بالتوصل لحل سلمي للأزمة السورية عبر المفاوضات»، بسبب أن الجميع كره من الحرب، والشعب الأمريكي بات منهكا من الحروب أيضا.من جانبه، قال الرئيس الفرنسي هولاند ردًا على سؤال عن إمكانية التحرك ضد سوريا بدون بريطانيا إن «كل بلد سيد قراره في المشاركة أو عدم المشاركة في عملية، هذا ينطبق على بريطانيا كما على فرنسا». وأضاف «فرنسا تريد تحركًا متناسبًا وحازمًا ضد نظام دمشق، كل الخيارات مطروحة على الطاولة». واستبعد هولاند الذي أصبح الحليف الرئيس للولايات المتحدة بعد تراجع بريطانيا، أي تدخل قبل مغادرة خبراء الأممالمتحدة الذين يحققون في سوريا في هجمات مفترضة بأسلحة كيميائية. ويفترض أن يغادر هؤلاء المحققون سوريا اليوم السبت، ليقدموا تقريرًا شفهيًا على الفور إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الجمعة، إنه «يأسف لرفض مجلس العموم البريطاني تأييد القيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه يأمل أن يتفهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحاجة إلى الاستماع لرغبات الشعب. وأضاف بعد ساعات من تصويت البرلمان برفض اقتراح حكومي بإجازة العمل العسكري في سوريا من حيث المبدأ «أعتقد أن الجماهير الأمريكية والشعب الأمريكي والرئيس أوباما سيتفهمون.» من جانبها، حذرت روسيا أمس الجمعة من أن تدخلًا عسكريًا في سوريا سيوجه «ضربة خطيرة» للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة، مشيدًة برفض البرلمان البريطاني مثل هذه العملية. وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين إن «مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الأمن الدولي، إذا جرت ستشكل مساسًا خطيرًا للنظام القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة وضربة خطيرة للنظام العالمي».