الثالثة خلال ساعات.. عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير طائرة    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حقائق سياسية إستراتيجية على الجنوبيين أن يدركوها    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأسد: السعودية وتركيا والاردن وفرنسا وبريطانيا واميركا يدعمون الارهاب في سوريا

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن استقرار المنطقة يتوقف على الوضع في سوريا والقوي هو من يمنع الحرب وليس من يفتعلها ويشعلها محذراً من أنه في حال نفذت الولايات المتحدة عدواناً ضد سوريا فان الجميع سيفقد السيطرة والنتيجة ستكون نشر الفوضى والحروب والتطرف.
سوريا (سانا)
وقال الرئيس السوري في مقابلة مع "لو فيغارو" الفرنسية، ان موضوع العدوان الاميركي واشعال الحرب، ليس متعلقا بسوريا بل بمنطقة كاملة مرتبطة اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً متسائلاً ماذا سيستفيد العالم من دعم الإرهاب في سوريا.. وما مصلحة الولايات المتحدة بزيادة الاضطراب والتطرف في الشرق الأوسط .
وقال الأسد: "إنه لو كان لدى الأميركيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد على مزاعمهم حول اتهام سوريا باستخدام السلاح الكيميائي لأعلنوه منذ اليوم الأول ولذلك فان سوريا ستمضي في الدفاع عن سيادتها وهي تعلم ان الشعوب عندما تدافع عن نفسها تنتصر، مشدداً على أن المهم بالنسبة لسوريا اليوم هو ضرب الإرهاب لأن الإرهابيين التابعين للقاعدة لا يهتمون بالاصلاح ولا بالسياسة ولا بالقوانين والحل الذي تراه سوريا يكمن في وقف ادخال الإرهابيين من الخارج ووقف دعمهم بالمال والسلاح.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
لوفيغارو: الأميركيون والفرنسيون اتهموكم بأنكم قمتم بهجوم كيميائي بتاريخ 21 آب في منطقة الغوطة أدى إلى مقتل المئات. هل لكم أن تعطونا دليلا على أن جيشكم لم يقم بتلك الضربة؟
الأسد: أولا.. من يتهم هو المسؤول عن تقديم الدليل ونحن تحديناهم أن يقدموا دليلا واحدا على هذا الاتهام.. ولم يفعلوا.. تحديناهم أن يقدموا دليلا لشعوبهم طالما أن السياسات الخارجية تبنى باسم الشعوب ومصلحتها.. ولم يفعلوا.
ثانيا.. لنتحدث عن مدى منطقية هذا الاتهام.. إن كان منطقيا أم لا.. وأنا اسألك هنا.. نحن نحارب منذ عامين وأستطيع أن أقول أن وضعنا اليوم ميدانيا أفضل بكثير من العام الماضي مثلا.. فكيف يمكن لجيش.. في دولة ما.. أن يستخدم أسلحة دمار شامل.. بينما هو يحقق تقدما من خلال الأسلحة التقليدية.. أنا هنا لا أحدد إذا كان الجيش السوري يمتلك هذه الأسلحة أم لا يمتلكها فهذا موضوع لا نناقشه. ثم لنفترض أن هذا الجيش يريد أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل.. إن كان لديه مثل هذا النوع من الأسلحة.. فهل يمكن أن يستخدمها في منطقة تتواجد فيها قواته.. أين المنطق في ذلك.. بالإضافة إلى ذلك هل من الممكن أن تستخدم أسلحة دمار شامل في ضواحي عاصمة دون أن تقتل عشرات الآلاف.. هذه المواد تتحرك مع الهواء.
لوفيغارو: هل أصيب جنود من الجيش السوري بهذه الأسلحة؟
الأسد: في منطقة البحارية نعم.. وهي منطقة في ضواحي دمشق.. ولجنة التحقيق قابلت الجنود في المشفى.
لوفيغارو: البعض يقولون لا شك بأن هناك بعض التقدم من الجيش. لكنك أيضا كنت تريد في نهاية المطاف الانتهاء من هذه المعارضة بشكل نهائي وهي تتقدم في أماكن أخرى.
الأسد: مرة أخرى المناطق التي يتم الحديث عنها هي مناطق سكنية.. استخدام أسلحة دمار شامل في هذه المناطق يعني عشرات الآلاف من القتلى... الاتهامات كلها تبنى على ادعاءات الإرهابيين وصور وفيديوهات عشوائية وضعت على الإنترنت.
لوفيغارو: يقول الأميركيون انهم التقطوا اتصالا هاتفيا بين أحد المسؤولين عندكم وبين عناصر من الجيش.. يعطيهم أمرا لاستخدام هذه الأسلحة.
الأسد: لو كان لدى الأميركيين أو الفرنسيين أو البريطانيين دليل واحد لأعلنوه منذ اليوم الأول.. نحن لا نناقش إشاعات أو ادعاءات.. نحن لا نناقش إلا حقائق وإن كان مايقولونه حقيقة فليقدموا دليلهم على ذلك.
لوفيغارو: هل كان يمكن لبعض المسؤولين أو بعض أفراد الجيش السوري أن يكونوا قد اتخذوا مثل هذا القرار دون موافقتكم.
الأسد: مرة أخرى.. أؤكد أننا لم نقل يوما أننا نمتلك مثل هذا السلاح.. وسؤالك يوحي بما لم أقله ولم نؤكد أو ننفيه كدولة.. لكن عادة في الدول التي تمتلك مثل هذا السلاح يكون القرار مركزيا. بكل الأحوال أنت تناقش موضوعا لا نناقشه مع أي أحد كدولة لأنه موضوع عسكري بحت.
لوفيغارو: لكن جهاد مقدسي قال ذلك.
الأسد: كلا.. جهاد قال في حينها إن كنا نمتلك مثل هذا السلاح فنحن لن نستخدمه.. امتلاكنا له من عدمه هو شأن سوري يخصنا نحن فقط.
لوفيغارو: الرئيس أوباما أجل الضربات العسكرية على بلدكم.. كيف تفسرون هذا القرار؟
الأسد: هناك من قال ان أوباما ضعيف لأنه تراجع عن توقيت العدوان أو أجله إما أياما أو أسابيع.. وهناك من رأى أنه رئيس دولة عظمى قوي.. لأنه هدد بشن حرب على سوريا.
بالنسبة لنا نحن.. القوي هو من يمنع الحرب وليس من يشعلها.. القوي هو الذي يقف ويعترف بخطأ اقترفه.. لو كان أوباما قويا لوقف وقال لا يوجد لدينا أدلة على استخدام الدولة السورية للسلاح الكيميائي.. لوقف وقال.. إن الطريق الوحيد هو تحقيقات الأمم المتحدة وبالتالي فلنعد جميعا إلى مجلس الأمن.. لكنه وحسب ما أرى كان ضعيفا لأنه خضع لبعض الضغوط الداخلية وهدد بالحرب.. هذا ما نراه.. حكما قلت لك.. القوي هو من يمنع الحرب وليس من يفتعلها ويشعلها.
لوفيغارو: ماذا ستقول لأعضاء الكونغرس الذين سيكون عليهم أن يبدوا رأيهم ويصوتوا مع أو ضد هذه الضربة؟
الأسد: من يرد أن يأخذ القرار فعليه أن يسأل نفسه سؤالا بديهيا قبل أن يصوت وهو.. ماذا حققت الحروب لأمريكا أو حتى لأوروبا.. ماذا حقق العالم من الحرب على ليبيا وعم الإرهاب فيها.. ماذا حقق العالم من حرب العراق وغيرها.. وماذا سيحقق العالم من دعم الإرهاب في سورية.
إن مهام أي عضو كونغرس هو العمل من أجل مصلحة بلاده وقبل أن يصوت يجب أن يضع القرار في كفة ومصلحة بلاده في الكفة الاخرى.. فما مصلحة الولايات المتحدة في أن تزيد من الاضطراب والتطرف في الشرق الأوسط ما مصلحتهم في استمرار ما بدأه جورج بوش وهو نشر الحروب في العالم.
إذا فكروا بشكل منطقي ومن خلال مصلحة بلادهم.. فلن يروا مصلحة لهم في مثل هذه الحروب. لكن أنت تعرف بأن المنطق ليس سيد المواقف السياسية لديهم في كثير من الأحوال.
لوفيغارو: كيف تنوون أن تردوا على هذه الهجمة إن وقعت؟
الأسد: اليوم تتحدث عن برميل بارود هو الشرق الأوسط.. وقد اقتربت النار جدا من هذا البرميل. فالموضوع لا يعد فقط بالرد السوري. وإنما بماذا سيحدث بعد أول ضربة. من يضع اليوم خطة الحرب يمكن له أن يجيبك عن أول خطوة فقط.. أي ماذا سيفعل هو.. لكن بعدها.. لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيحصل.. والجميع سيفقد السيطرة عندما ينفجر برميل البارود.. لا أحد يملك جوابا عن الشكل النهائي لما سيحدث.. لكن الأكيد هو الفوضى. الحروب. التطرف وتداعياته في كل مكان.
لوفيغارو: هل هناك خطر لإندلاع حرب إقليمية؟
الأسد: طبعا.. بل هذا الخطر يأتي في المرتبة الأولى.. الموضوع اليوم ليس متعلقا بسوريا.. بل بمنطقة كاملة متكاملة مرتبطة اجتماعيا وسياسيا وعسكريا.. فمن الطبيعي أن تكون التحديات اقليمية وليس سورية فقط.
لوفيغارو: مثلا هل إسرائيل ستكون هدفا من أهدافكم؟
الأسد: هل تتوقع مني أن أعلن كيف سيكون الرد؟ من غير المنطقي أن نعلن ما هي خطتنا لكن كما قلت، بما أن اللاعبين كثر فالحديث عن لاعب واحد يقلل أهمية ما سيحدث.
لوفيغارو: ماذا تقول للأردن التي تدرب المسلحين على أراضيها في حال حصل هذا التقدم لصالح المتطرفين والمسلحين... ما هو الخطر الذي يتهدد الأردن برأيكم؟
الأسد: سياستنا ألا ننقل مشاكلنا لدول الجوار.. وبالتالي كنا نتعامل مع الآلاف من الارهابيين الذين أتوا سابقا من الأردن ونضربهم داخل سوريا.. كما أن الأردن أعلنت أنها لن تكون منطلقا لأي عمليات عسكرية ضد سورية.
لكن لو فشلنا في ضرب الإرهاب في سوريا فبطبيعة الحال سوف ينتقل إلى دول أخرى وسيزيد انتشار التطرف والفوضى.
لوفيغارو: إذا أنت تحذر الأردن وتركيا؟
الأسد: نحن قلنا هذا الكلام مرات عدة وأرسلنا لهم رسائل مباشرة وغير مباشرة.. وأعتقد أن الأردن واع لهذا الموضوع.. رغم الضغوط عليه ليكون ممرا لهذا الإرهاب.. أما أردوغان فلا أعتقد على الإطلاق أنه يعي ما يفعل.. المهم بالنسبة لسورية الآن هو ضرب الإرهاب داخل سورية.
لوفيغارو: ماذا ستكون ردة فعل حلفائكم.. حزب الله وإيران في حال وجهت هذه الضربة.. هل تعولون على دعمهم لكم في حال تعرضتم لضربة؟
الأسد: الآن لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم.. لكن تصريحاتهم كانت واضحة.. وبما أننا ذكرنا أن القضية اقليمية.. فلا يستطيع أحد أن يفصل مصالح سوريا عن إيران.. ومصالح سوريا وإيران وحزب الله عن مصالح دول أخرى تقف معنا.
اليوم استقرار هذه المنطقة يتوقف على الوضع في سوريا.. وهناك وعي روسي لهذا الموضوع.. لذلك روسيا لا تدافع عن الرئيس ولا عن الدولة السورية.. وإنما عن الاستقرار في هذه المنطقة.. لأن الأمر سينعكس أيضا على روسيا.. إن أي نظرة للأمور تحت عنوان تحالف سوريا مع إيران هي نظرة ضعيفة ومحدودة.. فالموضوع أكبر من ذلك.
لوفيغارو: هل طمأنك الروس إلى أنهم يتواصلون مع الأميركيين للتخفيف من الضربة؟
الأسد: لا أعتقد بأن أحدا يثق بالأميركيين.. فلا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تضمن لأحد أن الأميركيين سيقومون أو لن يقوموا بعمل ما تجاه أي دولة.. لذلك نحن لا نبحث عن مثل هذه التطمينات.. الاميركيون يقولون شيئا في الصباح و(نرى) نقيضه تماما في المساء.. طالما أن أميركا لا تتبع ولا تستمع للأمم المتحدة علينا ألا نطمئن.
لوفيغارو: كيف يمكن وقف الحرب والأزمة في سوريا مستمرة منذ عامين ونصف العام... اقترحتم حكومة وحدة وطنية.. المجتمع الدولي اقترح جنيف 2.. كيف يمكننا وقف حمام الدم؟
الأسد: عندما تكون الأزمة في بدايتها وتتحدث عن حل فذلك يختلف تماما عن الحديث عن الحل اليوم.. أنا قلت منذ البداية أن الحل من خلال الحوار.. وهذا الحوار يؤدي إلى حلول وأفكار تنفذ عبر خطوات سياسية.. اليوم الوضع مختلف.. نحن نقاتل إرهابيين 80 إلى 90 بالمئة من الذين نقاتلهم هم من القاعدة.. وهؤلاء لا يهمهم الإصلاح.. ولا السياسة ولا القوانين.. هؤلاء لا يمكن لك التعامل معهم إلا عبر القضاء عليهم.. عندها يمكن لنا الحديث عن خطوات سياسية..
لذلك وجوابا على سؤالك.. الحل اليوم هو وقف إدخال الإرهابيين من خارج سوريا بما في ذلك وقف دعمهم بالمال والسلاح وأي دعم آخر.
لوفيغارو: من يدعمهم؟
الأسد: السعودية بالدرجة الأولى.. وتركيا .. الأردن "عبر تهريب المسلحين" وفرنسا وبريطانيا وأميركا.
لوفيغارو: هل لديكم أدلة على أن فرنسا سلمت الإرهابيين أسلحة؟
الأسد: مواقف فرنسا السياسية والتحريض الذي تقوم به تنفيذا لسياسات دول أخرى كقطر وغيرها دليل كاف بالنسبة لنا.
لوفيغارو: هل أنتم مستعدون سيدي الرئيس لدعوة مسؤولي المعارضة للمجيء إلى سوريا والاجتماع بهم وتقديم ضمانات لسلامتهم ولنقول لهم لنجلس ونجد حلا؟
الأسد: في كانون الثاني من هذا العام أطلقنا مبادرة تتضمن ما ذكرته من بنود وأكثر.. لكن هذه المعارضة التي تتحدث عنها هي معارضة صنعت في الخارج.. هي صناعة فرنسية.. قطرية.. خارجية بالعموم وليست سورية.. وبالتالي هي تأتمر بأوامر من شكلها.. ولم يكن مسموحا لأعضاء تلك المعارضة أن يستجيبوا لهذه البنود والحلول السياسية.. هذا عدا عن كونهم أيضا لا يمتلكون أيضا قاعدة شعبية.. رغم كل ما سبق دعوناهم ولم يستجيبوا.
لوفيغارو: لكن البعض لم يستجب لهذه الدعوات لأنه يخشى على أمنه.. يخشى أن يسجن كما حصل مع عبد العزيز الخير.. فهل يمكن أن تقدموا له ضمانات؟
الأسد: نحن قدمنا هذه الضمانات وأنا تحدثت عن هذه النقاط السياسية بما فيها ضمان أمن أي شخص يأتي إلى سورية بغرض الحوار.. لكنهم لم يأتوا.. أو لم يسمح لهم بالمجيء.
أما عن قتلهم أو اعتقالهم.. فنحن لم نقتل ولم نعتقل أحدا من المعارضة.. وهم موجودون في سوريا.. أصدقاء عبد العزيز الخير وزملاؤه وتستطيع أن تلتقي بهم هنا في سوريا. فلماذا تعتدي وتعتقل شخصا وتترك الآخرين.. ما هي الحكمة من ذلك.. هذا الكلام لا منطق فيه.
لوفيغارو: كيف تفسرون موقف فرنسا منكم اليوم بعد أن كنتم أصدقاء لساركوزي وقد أتيتم عدة مرات إلى فرنسا.. وكانت هناك علاقة صداقة مع فرنسا.. كيف تفسرون هذا الانقلاب التام في المواقف؟
الأسد: لم تكن علاقة صداقة.. كانت محاولة لتغيير توجه السياسة السورية من قبل فرنسا بتكليف أميركي.. وكان هذا الموضوع واضحا بالنسبة لنا. حتى التحول الإيجابي تجاه سورية عام 2008 كان بتأثير قطري.. والانقلاب الفرنسي السلبي عام 2011 أيضا كان بتأثير قطري.. لأكن واضحا.. السياسة الفرنسية تجاه سورية كانت تابعة تماما لما تريده قطر وأميركا.
لوفيغارو: سيجتمع البرلمانيون الفرنسيون يوم الأربعاء وهناك جدل كبير في فرنسا الآن.. البعض يعتقد بأن هولاند ذهب أبعد مما يجب في هذه القضية.. ما هو الخطاب الذي توجهونه اليوم للبرلمانيين الفرنسيين قبل أن يجتمعوا ويصوتوا على هذه الضربة.
الأسد: منذ أيام نقل تصريح عن لسان وزير الداخلية الفرنسي قال فيه.. إن مشاركة فرنسا تنتظر الكونغرس الأميركي.. ولم يقل بأنه ينتظر البرلمان الفرنسي.. وبالتالي أنا أسألك هنا لمن تتبع الحكومة الفرنسية في قرارها.. للبرلمان الفرنسي أم للكونغرس... منذ عام 2003 وعلى خلفية غزو العراق.. وموقفها قبل الحرب.. قررت فرنسا ان تتخلى عن استقلاليتها وأصبحت تابعة للسياسة الأميركية.. هذا ينطبق على شيراك بعد الحرب.. على ساركوزي والآن هولاند..
والسؤال هنا.. هل اجتماع البرلمان الفرنسي سيعني عودة استقلالية القرار الفرنسي للفرنسيين... نتمنى أن يكون الجواب نعم.. وعندها أقول لهم.. لينطلق كل عضو برلماني فرنسي من مصلحة فرنسا.. هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع التطرف والإرهاب.. مع الذين قاموا بهجمات 11 ايلول في نيويورك.. أو مع من فجروا المترو في إسبانيا.. هل سيقف ممثلو الشعب الفرنسي مع الذين قتلوا الأبرياء في فرنسا.. كيف يمكن أن يقفوا ضد أشخاص مثل محمد مراح في فرنسا؟
ومع أشخاص مثله في سورية.. كيف يمكن لفرنسا أن تحارب الإرهاب في مالي وتدعمه في سورية... هل ستكون فرنسا نموذجا لسياسة المعايير المزدوجة التي سوقتها أميركا... كيف يمكن أن يقنع أعضاء البرلمان الشارع الفرنسي بأن دولتهم دولة علمانية وبنفس الوقت تدعم التطرف والطائفية في مكان آخر... دولة تدعو للديمقراطية لكن حليفها الأساسي دول من العصور الوسطى كالسعودية.. أقول لأعضاء البرلمان الفرنسي عودوا لمبادئ الثورة الفرنسية التي تباهى العالم بها.."حرية..عدالة..مساواة".
لوفيغارو: فيما لو تدخلت فرنسا عسكريا.. كنتم تتحدثون عن المصالح الوطنية للفرنسيين.. في هذه الحال.. هل ستضرب مصالحها الوطنية في سوريا أو في المنطقة؟
الأسد: لا أعرف إن كانت ستضرب أم لا.. هذا يعتمد على تداعيات الحرب.. لكن بكل تأكيد ستخسر مصالحها.. هناك كره واحتقار تجاه السياسة الفرنسية.. هذا أصبح واضحا وهو ينعكس على المصالح بشكل مباشر.. سينعكس على مصالح فرنسا وبشكل سلبي طبعا.. وخاصة أن دولا هامة في المنطقة بدأت تتجه باتجاه الشرق.. ولم تعد تنظر لأوروبا كما كانت في السابق.. البدائل موجودة والاحترام المتبادل موجود بيننا وبين هذه الدول.
لوفيغارو: إذا أنت تطلق نداء إلى العقلانية والحكمة؟
السيد الرئيس: العقلانية والأخلاق.
لوفيغارو: هل تنوي أن ترشح نفسك في العام المقبل للانتخابات الرئاسية؟
الأسد: هذا يعتمد على رصد رغبات الشعب السوري في ذلك الوقت إذا شعرت بأن هناك رغبة بهذا الشيء لن أتردد والعكس صحيح.
قد لا يكون لدينا احصائيات الآن لكن لدينا مؤشرات.. والمؤشر الأساسي هو أنك عندما تحارب إرهابيين يأتون من أكثر من ثمانين دولة مدعومين غربيا وعربيا أحيانا.. وبالمقابل الشعب لا يريدك.. فلا يمكن لك أن تستمر.. طالما ان سورية صمدت لعامين ونصف العام فذلك مؤشر هام بأن هناك دعما شعبيا.
لوفيغارو: في هذه الأزمة سيدي الرئيس إلى أي حد أنتم مستعدون لأن تقاتلوا ؟
الأسد: لسنا نحن من اختار القتال.. أمامنا خياران.. إما أن نقاتل وندافع عن بلدنا ضد الإرهاب.. أو أن نستسلم وتاريخنا في هذه المنطقة لا يذكرنا بأننا استسلمنا سابقا.. هذه المنطقة تعيش حروبا دائما لكنها لم.. ولا.. ولن تستسلم.
لوفيغارو: إذا أنت ستقاتل لحد أن تضحي بحياتك لأجل سوريا؟
الأسد: عندما يكون الموضوع وطنيا الكل يقاتل.. والكل يضحي لأجل وطنه.. لا يوجد فرق بين رئيس ومواطن.. القضية ليست قضية شخصية.. فما الفائدة إن بقيت أنت حيا وبلدك ميت.
لوفيغارو: هل تتحملون سيدي الرئيس كل الأخطاء التي ارتكبت وكل ما قام به جيشكم وقوات الأمن.. أم هل تظنون بأن هناك أخطاء ارتكبت؟
الأسد: أي إنسان يخطئء في عمله.. عندما لا تخطئء فإما أنك لست إنسانا أو أنك لا تعمل.. وأنا إنسان وأعمل.. لكن عندما تريد أن تقيم الخطأ.. تستطيع أن تقيمه بعد انتهاء الحدث وليس قبل انتهائه.. لأن عليك أن تنتظر نتائج هذا العمل.. ونحن الآن في قلب المعركة.. عندما تنتهي المعركة سنقيم النتائج ونقول في هذا المكان كنا على حق وفي ذاك المكان أخطأنا.
لوفيغارو.. هل أنت متأكد بأنك ستربح هذه المعركة؟
الأسد: تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر.. وهذه الحرب ليست حرب الرئيس ولا الدولة هي حرب كل الوطن.. وسننتصر.
لوفيغارو: رغم كل شيء.. فقد جيشكم السيطرة على بعض المناطق في الشمال.. في الشرق.. في الجنوب.. هل تعتقدون بأنكم ستستعيدون هذه المناطق العسكرية؟
الأسد: المشكلة لدينا ليست بأرض معنا أو أرض تحت سيطرة المسلحين.. فليس هناك مكان أراد الجيش الدخول إليه إلا واستطاع ذلك.. المشكلة حقيقة هي استمرار ضخ الارهابيين من الخارج عبر الحدود.. وما تمكن الارهابيون من تغييره على المستوى الاجتماعي في المناطق التي دخلوا إليها.
لوفيغارو: موراتينوس وهو صديقكم سابقا قال لي منذ أيام إنه لا يفهم ما الذي يدور في رأس بشار الأسد وكيف يمكنه أن يقوم بمثل هذه الأعمال العنيفة في بلده؟
الأسد: علينا نحن أن نسأل بالمقابل نفس السؤال كيف سمحت فرنسا بقتل إرهابيين روعوا المواطنين في البلاد... كيف تعاملوا مع أعمال الفوضى في بريطانيا العام الماضي... ولماذا نزل الجيش في لوس أنجلوس في التسعينيات... لماذا مسموح في باقي الدول أن تكافح الإرهاب وليس مسموحا ذلك في سورية... لماذا غير مسموح لمحمد مراح ان يتواجد ليقتل في فرنسا ومسموح للإرهابيين ان يتواجدوا ويقتلوا في سورية.
لوفيغارو: سيدي الرئيس.. منذ بداية الأزمة كيف طرأت تغييرات على حياتكم اليومية من حيث قيادتكم للدولة... البعض بعد عامين ونصف العام على بداية الأزمة يقول ان بشار الأسد يقود وحده البلاد..
الأسد: هذا ما أجبتك عليه منذ قليل.. إذا كان الغرب ضدي والشعب ضدي وأنا وحيد في الدولة.. كيف لي أن أقود البلاد.. هذا كلام غير منطقي.. أنا مستمر بقوة الدعم الشعبي وبقوة الدولة.. لذلك مع كل أسف عندما ينظر الإنسان من الغرب إلينا لا يرى الأمور بشكل واقعي.
لوفيغارو.. سيدي الرئيس.. هناك عدد من الصحفيين الفرنسيين المسجونين في سورية.. هل لديكم أنباء عن وضعهم... وهل سلطات الدولة هي التي تحتجزهم...
السيد الرئيس: محتجزون لدينا؟
لوفيغارو: أخذوا رهائن في سوريا في الشمال... هل لديكم أي معلومات عن مصيرهم؟
الأسد: إذا كانوا رهائن عند الإرهابيين يجب أن تسأل الإرهابيين عنهم.. أما لو قامت الدولة بإلقاء القبض على أي شخص دخل بشكل غير نظامي.. فسوف تحيله إلى القضاء.. ولن تبقيه في السجن.. سيحاسب بحسب القانون السوري.. وعندها سيكون ذلك معلنا.
لوفيغارو: هل ترغبون بأن يكون هناك تعاون أمني بينكم وبين فرنسا وهذا أمر كان يسير بشكل جيد في الماضي؟
الأسد: أي تعاون أكان أمنيا أم عسكريا أو حتى اقتصاديا بحاجة لتوافق سياسي.. لا يمكن لنا أن نتعاون مع أي دولة أمنيا عندما يكون هناك تناقض في المصالح السياسية.
لوفيغارو: عندما توفي والدكم وذهبتم إلى فرنسا واستقبلكم الرئيس شيراك.. الجميع كان ينظر إليكم كرئيس شاب واعد جدا.. طبيب عيون هام.. هل اليوم بعد كل هذه الأزمة تبدلت صورتكم وإلى أي حد... كيف تبدل هذا الشخص؟
الأسد: السؤال الأهم هو هل تبدلت حقيقة هذا الشخص... فالصورة يبدلها الإعلام بالطريقة التي يريد.. حقيقتي لم تتغير.. أنا شخص أنتمي للشعب السوري.. أدافع عن مصالحه.. مستقل.. لا أخضع للضغوط الخارجية.. أتعاون مع الآخرين بالشكل الذي يحقق مصالح بلدي. هم فهموا خطأ هذه الأشياء.. اعتقدوا بأن رئيسا شابا يمكن أن نقول له ما يفعل وما لا يفعل.. اعتقدوا بأنني إذا درست في الغرب فهذا يعني بأني فقدت ثقافتي الأصيلة.. هذه نظرة ساذجة وسطحية.. أنا لم أتغير.. ولكن هم رأوني بصورة أخرى في البداية. عليهم أن يقبلوا صورة السوري المتمسك باستقلال بلده.
لوفيغارو: هل أصبحت فرنسا دولة معادية لسورية؟
الأسد: كل من يشارك بدعم الإرهابيين سياسيا أو ماليا أو عسكريا هو عدو الشعب السوري.. كل من يساهم بمقتل جندي عربي سوري هو عدو لسورية.. كل من يعمل ضد مصالح سورية ومواطنيها هو عدو. أنا لا أتحدث عن الشعب هنا لأنني أرى أن الحكومة الفرنسية تسير بعكس مصالح ورغبات شعبها.. فعلينا أن نفرق بين الشعب العدو والدولة العدوة.. الشعب الفرنسي ليس عدوا.. لكن سياسة دولته معادية للشعب السوري.
لوفيغارو: الدولة الفرنسية اليوم هي دولة عدوة لسوريا؟
الأسد: بقدر ما تكون سياسة الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري تكون عدوة له.. وينتهي هذا العداء عندما تغير.
/2336/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.