في حين ان الادارة الاميركية تزعم انه لا شك لديها في خصوص استخدام السلاح الكيمياوي بريف دمشق من قبل الحكومة السورية، الا ان الشكوك حول دور الحكومة السورية في هذا الهجوم المزعوم كثيرة الى درجة انه يمكن الجزم بكذب ادعاءات الارهابيين. طهران (فارس) فبعد الادعاءات التي اطلقها الارهابيون في خصوص ارتكاب قوات الحكومة السورية مجزرة في منطقة الغوطة بريف دمشق عبر استخدام غاز السارين، تزعم الادارة الاميركية حاليا بانه لاشك لديها في خصوص قيام الحكومة السورية بهجوم كيمياوي، وبما ان الولاياتالمتحدة كانت قد اعلنت في وقت سابق بان السلاح الكيمياوي هو خط احمر، فانها الان ملزمة برد فعل، ورد الفعل هذا يتوقع ان يكون عسكريا وهو ما حذرت منه روسيا. رغم ذلك فانه وخلافا للمزاعم الاميركية فان هناك ادلة دامغة تدحض ادعاءات الارهابيين وتتعارض مع ادعاءات الاميركيين على اقل تقدير، وبامكان هذه الادلة ان تثير شكوكا كبيرة حول ادعاءاتهم، ما لم يغض الاميركان الطرف عن هذه الادلة بشكل متعمد. وفيما يلي نشير الى هذه الادلة، مع التنويه الى ان وسائل الاعلام الداعمة للمقاومة قامت خلال الايام الاخيرة بنشر تقارير قيمة وتنويرية في هذه الخصوص يمكن لقرائنا الكرام البحث عنها في الانترنت والوصول اليها بسهولة. 1 - من الناحية السياسية - الاستراتيجية، الجهة التي تصل الى طريق مسدود هي التي تستخدم اسلحة الدمار الشامل لتحقيق اهدافها. فالاميركان وخلال الحرب العالمية الثانية استخدموا السلاح النووي بعد ان توصلوا الى قناعة مفادها ان اليابانيين مستعدون للقتال حتى آخر شخص بدلا من الاستسلام. وفي الحرب المفروضة على ايران، فان التقدم المستمر للقوات الايرانية في المناطق الكردية ارغم الجيش العراقي على قصف مدينة حلبجة بالقنابل الكيمياوية. لكن هذه الظروف غير متوفرة في سوريا. فموازنة القوى خلال الاشهر الماضية كانت لصالح القوات الحكومية، وذروة هذه التغييرات تمثلت في استعادة السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية التي كانت تشكل حصنا منيعا للقوات الارهابية. لذلك وبناء على وجهة النظر هذه لا يوجد اي مبرر يفرض على الجيش السوري الاستفادة من السلاح الكيمياوي. 2 - بناء على تصريحات الخبراء العسكريين فان المنطقة المستهدفة بالاسلحة الكيمياوية لا يمكن الدخول اليها بدون معدات خاصة الا بعد 12 ساعة كحد ادنى، وقد تطول هذه المدة الى اسبوع واحد. فكيف دخل عدد من الاشخاص الى هذه المنطقة وقاموا بتصوير مشاهدها، في حين انه من الواضح ان الارهابيين لايملكون اي معدات وقائية للدخول الى المنطقة. بل ان المشاهد التي تم تناقلها تكشف بوضوح ان جميع الاشخاص المتواجدين في المنطقة لايستخدمون اي معدات وقائية. 3 - نظرا الى وجود التيار الهوائي في منطقة الغوطة القريبة من دمشق، فمن المستحيل ان يحبس غاز السارين في هذه المنطقة فقط ولا ينتشر في المناطق المجاورة ليصل الى دمشق. فكان من المتوقع ان تظهر آثار التسمم بهذا الغاز في سائر مناطق دمشق ايضا، في حين انه لا توجد الى شواهد تشير الى هذا الامر. 4 - هناك ادلة تشير الى ان المشاهد التي تم تصويرها من قبل الارهابيين من المكان المزعوم للهجوم الكيمياوي، تم اعدادها ونشرها قبل موعد الهجوم الكيمياوي. وكانت وكالة انباء فارس قد نشرت خبرا في هذا الخصوص آنذاك. وقد تم التنويه الى هذه المسالة في البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الروسية ايضا. 5 - الروس اعلنوا مؤخرا بان اقمارهم الاصطناعية سجلت مشاهد تثبت بان الارهابيين هم الذين استخدموا السلاح الكيمياوي وليس الجيش السوري. وقد نشرت وكالة انباء فارس هذا الخبر ايضا آنذاك. 6 - الجيش الحكومي السوري اكتشف بعد هذه الهجمات كميات من الاسلحة الكيمياوية في المناطقة التي كان يتواجد فيها الارهابيون، وهو ما يكشف عن انه كان بامكان الارهابيين الاستفادة من هذه الاسلحة المحظورة بسهولة. 7 - المشاهد التي تم تناقلها عن منطقة الغوطة، تكشف عن ان غالبية القتلى هم الاطفال. وكأن غاز السارين قام بانتقاء الاطفال في المنطقة المنكوبة وتجاوز عن الكبار. هذا في حين ان الجميع يعرفون بان غاز السارين لا يرحم اي كائن حي. وهذا يعني انه تم التركيز في هذا المشاهد لغاية اعلامية لا لشيء آخر. 8 - الادعاءات في خصوص استخدام السلاح الكيمياوي من قبل الجيش السوري تزامنت مع تواجد فريق مفتشي الاممالمتحدة في سوريا. اضافة الى ذلك فان المسؤولين السوريين وبعد المزاعم التي اطلقها الارهابيون وافقوا على زيارة المفتشين للمنطقة. 9 - واخيرا ينبغي القول انه من الناحية السياسية، ونظرا الى ان الادارة الاميركية وضعت خطوطا حمراء، وقامت بتشكيل غرفة حرب لسوريا، وان الجبهة الغربية- العربية كانت تنتظر الحصول على ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، فان الحكومة السورية كانت تعرف جيدا بان اعداءها ينتظرون الاستفادة من هذه الاسلحة لكي يعلنوا بان سوريا تخطت الخط الاحمر. هذا فضلا عن انه لا يوجد اي سياسي عاقل يمضي قدما في تحقيق الانتصارات باستخدام السلاح الكيمياوي ليعرض انتصاراته المتتالية للخطر. هذه الادلة التسع كافية لدحض مزاعم الارهابيين واليقين بكذبهم في خصوص استخدام القوات الحكومية السورية للسلاح الكيمياوي. لكن المسؤولين الاميركيين رغم ذلك لا يريدون التشكيك في خصوص رؤيتهم حول مسؤولية الحكومة السورية بخصوص هذا الهجوم الكيمياوي! فمن الواضح ان الجهبة الغربية- العربية تبحث عن ذريعة للتدخل في سوريا ووقف تقدم الجيش السوري في مواجهة الارهابيين، وبما انها لم تجد الذريعة، فلذلك بادرت الى التضحية بعدد من المواطنين السوريين ومن ثم الترويج الاعلامي لهذه الكذبة، تمهيدا للتدخل العسكري في سوريا.