فهد المنجومي- سبق- مكة المكرّمة: أطلقت مطلقة معنّفة صرخة استغاثة من على السرير الأبيض بمستشفى النور التخصُّصي بمكة المكرّمة تطالب فيها ب "مكانٍ آمنٍ أعيش فيه أنا وطفلتي، وحمايتي من العنف والقتل الذي يحاصرني وإعادة أموالي وورثي الشرعي". وخضعت "ر. م" التي تُوفي والدها لعملياتٍ جراحية عدة إثر إصابتها بكسريْن في الظهر ورضوضٍ وكدماتٍ مثلت في جسدها، نتيجة عنف أسري علي يد شقيقها وشقيقتيها الأصغر منها، منذ شهر رمضان الماضي، وتتهمهم بأنهم يريدون الخلاص منها. وقالت المعنّفة ل "سبق": "تُوفي والدي - رحمه الله - وترك لنا ورثاً، عبارة عن عمارة بحي الشرائع، وراتبه التقاعدي، وأرض كبيرة بحي اللحيانية، خلاف أني أمتلك أكثر من النصف في قطعة أرض تمّ شراؤها بحي الراشدية، ولكن كتبت هذه الأرض باسم شقيقي (ك. ع)، الذي تُوفي ولم يتزوج بعد". وأضافت: "بعد أن طُلقت من زوجي، حضرت لمنزل والدتي المُسِنّة واستقررت به مع طفلتي، عندها بدأت أنواع العنف والاضطهاد والمضايقة لي ولطفلتي من شقيقتي (ر. ع) و(م. ع) وكل ذلك لإخراجي من المنزل وضرب طفلتي دون أسباب، حتي تطور الأمر وتشابكت معهما بالأيدي في 1 / 9 / 1434ه". وتابعت: "طعنت في ساعدي الأيسر بسكين من شقيقتَي (ر. ع) و(م. ع) بخلاف ضربي وشد شعري، منهما ونُقلت لمستشفى الملك فيصل بالششة، وتم إسعافي وعمل تسع غرز، وتضميد الكدمات والرضوض التي تعرّضت لها، عندها تدخل شقيقي (م. ع) وأقفلت القضية بمعرفته وإجباري على التنازل". وأردفت: "وقّعت مجبرة على التنازل، وفي تاريخ 4 / 9 / 1434 ه، قام شقيقي (م. ع) بضربي ضرباً مبرحاً وشج جبهتي حتى سقطت مغشية، وقامت إحدى شقيقاتي الأخريات، باستدعاء الدوريات الأمنية التي حضرت للمنزل، عندها أنزل شقيقي زوجته، وزعم أن البلاغ غير صحيح، وتدخلت شقيقتي المبلغة للجهات الامنيةً وأنزلتني، أمام رجال الأمن، وأخرجتني وأنا مصابة وأنزف دماً من جبهتي، وتم نقلي، بواسطة الهلال الأحمر لمستشفى الملك فيصل بالششة، وتم عمل ثلاث غرز في جبهتي، ورباط على كامل الرأس وتضميد الكدمات، وأصدر تقرير لي آخر مدة الشفاء ثلاثة أيام". وأكملت: "تكرر السيناريو السابق، تحقيق واستجواب وإقفال الملف وإجباري على التنازل، عقب تدخل الشقيق أيضاً، وعندما عدت للمنزل هدّدوني جميعاً، وبكل أسف هم أشقاء وشقيقات لي وما أتعرّض له منهم شيء فظيع، وقد قالوا لي وبالحرف إن القتل مصيرك إذا رفعت خشمي، وتم إجباري لمحاولة التنازل عن ورثي الشرعي وعن أرضي". وواصلت: "بعد رفضي التنازل تم ضربي ضرباً مبرحاً وركلي في بطني وإقفال باب الغرفة عليّ مع الوعد بأن مصيري اليومي هو الضرب، عندها حاولت الهرب والنزول من النافذة وأنا في غير الوعي من شدة الضرب، وسقطت وتحاملت على الألم وخرجت للشارع طالبة نقلي للمستشفى أو الحرم أو الإمارة، ونقلني أحد المارة للحرم، وهناك سقطت مغشية، وجرى نقلي لمستشفى الملك فيصل أيضاً، وكانت الإصابة الأخيرة كسراً في فقرتين بالظهر، وتم إجراء عملية لي في مستشفى النور التخصُّصي بالظهر، ولا أزال تحت العناية الطبية ومنوّمة بالغرفة 331". وختمت: "حضر الجناة وهدّدوني بالمستشفى، وأكدوا على مسمعي عدم تقديم شكوى ضدهم، وهم يقولون إن عودتي لهم بالمنزل". وقالت: "من خلال (سبق) أطلب من مقام الإمارة ووزارة الداخلية، وحقوق الإنسان، ووزارة الشؤون الاجتماعية حمايتي وتوفير بيئة أو مكان آمن أعيش فيه أنا وطفلتي، وحمايتي من العنف والقتل الذي يحاصرني، وأطلبت تشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى، لكشف التفاصيل والتلاعبات التي مُورست ضدّي، وإعادة أموالي وورثي الشرعي، وتوفير بيئةٍ آمنةٍ لحياتي من خلال الشؤون الاجتماعية، وأطلب من رئيس حقوق الإنسان، التدخُّل من خلال عملهم المنوط بهم". وقالت: "لي شهر تقريباً بالمستشفى، وهل تعلم أن مَن زارني ويخفّف عني، هن منسوبات الخدمة الاجتماعية بالمستشفى فقط، وسط غيابٍ تام من بقية الجهات المسؤولة والمختصّة بمثل حالتي، ولا أعلم السبب". وتساءلت: "هل تتحرّك حقوق الإنسان والجهات الأخرى بعد قتلي؟!" وعلمت "سبق" أن المعنّفة لا تحمل إثباتها الشخصي الآن، فهو بحوزة ذويها مما تعذّر الرفع باسمها، واستعانت بشقيقتها المتزوجة، التي رفعت البرقيات للإمارة والداخلية وحقوق الإنسان، والحماية الاجتماعية، ولاتزال تنتظر إنقاذ حياتها وحمايتها.