ابنة الشتات مجد يعقوب بيروت خيمتنا الأولى اللجوء الأول إليكِ عروس العواصم أنتِ يا بيروت يا من شهدتِ آلامنا وكمْ تسربَّ كثيرَهُ إليكِ يا مَنْ خَبرتِ عُرينا بين ظهرانيك وكمْ تحملتِ من عثراتنا وكمْ سقينا ترابُكِ دم شبابنا وكم ظمأ الفقراء على ضفتيك يا نيل أملَ المنتظرين لفيضانك كم كرهتُ ركودكَ ساعة غضبي وكمْ رفضتُ صمتك َ حين عجز صراخي رجع الصدى من الشام أتى لأني في حبَّ دمشقَ أنا مغرمةٌ ولولا الشامُ ما عَرَفَ العشقُ للقلوبِ موردا ولا تبدى النرجسُ على وجنتي ولا صارَ الياسمينُ لدربي مرشدا كلّ البلادِ بماءِ بردى معمدةٌ وفي العاصي توضأ منْ عنِ الشامِ ابتعدا وعلى كتفِ قاسيونَ نجومٌ من الله معلقة نياشينَ صاغها متفرد بغير المجد ما قلده **** تعاتبني بغدادَ حبي دمشق فاحضنُ ضفتي دجلةَ في الفؤاد ويهطلُ دمعُ الفراتِ من محجري مددا بين الكرخِ والرصافة وقفتُ أدندنُ بغداد يا وجعي يوم أكل الثور الأبيض أكلتِ بغداد نارُ القلب **** هذي العواصم أشاحت الطرف عني يوم كنت في العراء وحدي يوم نثروا آلامي قرابين بين أزقتها وها أنا ابنة الشتاتِ من فراغ التيه ألملم رمادي وانهض كالعنقاء أفرد جناحي أحاصر هذا المدى وأطلقُ صوتي فيجيبُ رجع الصدى (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصرَ فتطوان ِ)