تحدث الشيخ محمد علي برناوي إمام وخطيب جامع الأميرة الجوهرة في خطبته عن أقدار الله في أرزاقه لعباده، وحكمته في ذلك، في عطائه ومنعه، مشيرا إلى أن الأرزاق بيد الخلاق، فما كان لك منها أيها العبد أتاك ولو على ضعفك، وماكان لغيرك لم تنله بقوتك، ورزق الله لايسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا)). وقال الشيخ برناوي: إن ترك الأسباب نقص في العقيدة والإعراض عن الأسباب التي أمر بها قدح في الشرع، وعلى العبد أن يكون قلبه معتمدًا على الله لا على الأسباب، مبينًا أن حقيقة التوكل القيام بالأسباب، والاعتماد بالقلب على المسبب، ثم ذكر جانبًا من توكل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، معرجًا على ذكر بعض الآيات والقصص في هذا الشأن، حيث قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: «إن كان كبر عليك مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت»، وقال الخليل عليه السلام: «ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير»، كما سرد عددًا من الأدلة على أهمية التوكل على الله، مشيرًا إلى أن المتوكلين حقًا يدخلون جنة ربهم بغير حساب، كما وصفهم بذلك نبيهم بقوله: ((هم الذين لايسترقون ولايكتوون ولايتطيرون وعلى ربهم يتوكلون))، موصيًا ابن عباس وهو غلام صغير لتأصيل العقيدة في نفسه: ((ياغلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)).