من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان في جغرافيا جنوبنا المحتل" أن الدور التي قامت به يافع في إطار الثورة التحررية من براثن الاحتلال اليمني ليس ب"الشئ" البسيط المستطاع الذي يمكن أن يقدمه أحد ما... إلا إذا أمتلك تلك الصفات التي يتمتع بها أبناء يافع وهي خلاصة تلاحم بيئي وراثي جبلي متجانس. فلقد أجادوا بأغلى ما يملكون وهي النفس التي هي مقدسه في ديننا فلقد كانوا في مقدمة الصفوف يجابهون الموت المتمثل في طلقات رصاص جنود الاحتلال بصدور عارية وكانوا يساقون إلى زنازين البطش وهم رافعين رؤوسهم دونما أي انكسار . فالله دركم لم يقف هذا العطاء عند هذا الحد بل وضعوا كل إمكانياتهم المادية والثقافية والقتالية تحت تصرف الجنوب ولأجل نصرته... لكن السؤال المحير هو "أن من قدم النفس والمال والرجال والإمكانيات ألا يستطيع أن يقدم قيادة تتصدر المشهد السياسي في الجنوب ويقود زمام الأمور عبر تحالفات تاريخية ستجعل الجنوب بأكمله يويمم شطره نحو هذا التحالف ليتجه نحو الانجاز الحقيقي .. ؟. نرى القيادات تتصدر المشهد من حضرموت والضالع وأبين وغيرها من المناطق إلا" يافع " وأن قدمت تقدم قيادات ليست من الطراز الأول وإنما ذات قرار تبعي أو سابق من حيت أبدى رأي أو المشورة لا غير... وهذا ما يجعلها في موقع الانكسار عما هو مطلوب منها والذي بدوره سيرتقي بالقضية إلى مستويات لم تصلها من قبل فالاختلاف الحاصل والذي نعتبره فرز حقيقي بين من يرد خيار الشعب ومن يريد قيادة الدفة وتوجيه شعبنا إلى اتجاه باب اليمن " يمكن أن نسرع في حسمه". كم سعدنا بظهور الشيخ " عبد الرب النقيب" الذي توارى بسرعة لا ندري ماهي الأسباب فرجل قد يكون معذور فانتمنى أن تقدم لنا يافع في الأيام القادمة قيادة تحالفيه تدرك المعادلة وتقلب الطاولة رأسا على عقب وتعيد الأمور إلى نصابها التي من المفترض أن تضع فيه.