على فراشِ اليختِ تَرقد تتمايلُ الأمواجُ و الجسدُ فيه يتقلَّب يغطيها من فوقِ المللِ ضجرٌ تتحلى معهُ بصبرِ الأمنيات و بيديها تفككُ قيداً كثيرَ العُقد على فراشِ اليختِ يأتي الليلُ سرمداً يوقظها اهتزازٌ من عمقِ حلمٍ فتَقعُد و ترسوا بها الأيامُ حداداً لدقيقةٍ فيقفَ أمامُها عقربٌ إلى جانبِ عقرب و ما بين مدٍّ و جرزٍ يُمحى لها كلُّ أثر لتتأرجحُ معها أنشودةُ الحكايات و وعدٌ باللقاءِ فيما بيننا ها هنا سيُعقد على صفحةِ السماءِ سحابُها بقوسِ قزحٍ تَعقَّد إذ يعرجُ إليها و يهبطُ منها كلُّ شيئٍ يكتب و رفيفٌ في بريق العينين زادَ على البصيرةِ بصر لتحيكَ لنا غزلاً ينثرُ بين صفوفِ الكلمات و يغدو في صفحاتِ التاريخِ كتابٌ لا يُقدد على جنباتِ اليختِ لحنٌ و زجلٌ قُِدد و ما يدورُ في زقاقِ المقلتين عن الوطن تَكتب لتسطعَ فينا حباً لنجمٍ بعيدٍ و ضوءً كالقمر و تُذهبَ عنا حلكةً أضنتْ الساحات كذهبِ الشمسِ لما من زجاجٍ يَنفذ على بساطِ اليختِ ظلُ حقيقةً يَنقُد كيف الهوى يصيرُ عكسَ كل مركب ؟! و كيف لصفحةِ شراعٍ قوسُها بحبلهِ تعثَّر ؟! و كيف يجفُ حبرُ بحرٍ في أحرجِ اللحظات ؟! و سكرُ الأيامِ يذوبُ و يَعقد ؟! على جدارِ اليختِ بوصلةٌ وصورةٌ و مقوَد و منظارٌ عالقٌ في الجيبِ يُبعّد و يُقرّب و حكمةٌ بالغةٌ لمن يبحرُ فيها و موعظةٌ و عِبر و خارطةٌ مرت عليها الساعات حتى هرمتْ و صارتْ حدودها بالآمالِ تَنفد على عتباتِ الوطنِ عُربٌ لحمُها قُدد و ركّابٌ خُرقتْ سفينتُهم و حُرقَ لهم كلّ مركب و موؤودةٌ تحت جدارها ذبحت بسحبِ خنجر تصيحُ فينا المروءةُ حصناً للعفيفات إذ ما ماتَ بالرجالِ نخوةٌ صراخُها يُرعد على قارعةِ الطريقِ جيشٌ تجندوا لطوائفٍ تُعربد و شامُنا كما القدسُ لا تنامُ تأنُّ تهدَّم و تُنهب و إخوةٌ في العروبةِ ضمائِركم في الجبِّ تسمنُ و تنامُ و تتقهقر حالنا كمجيءِ دجالهم يملأُ بفسقهِ الباحات و تحت خمارِ الأرضَ أجسادٌ هنا و هناك تتمدّد و سيدةٌ على فراشِ اليختِ ما زالتْ على أملٍ ترقد 6/9/2013 الشاعرة : نسرين شوامرة