بقلم المحامي //محمد بادباه// تتميز المجتمعات ذات الفئات العمرية من فئة الشباب بأنها مجتمعات ذات انتاجية اكثر من غيرها من المجتمعات وتسودها حالة من التقدم في شتى المجالات سواء كان من الناحية التعليمية فتنخفض درجة الأمية الى ادنى مستوياتها .. يزدهر الاقتصاد من خلال تشجيع فرص الاستثمار في دولة فتية لديها عمالة من الطراز الشاب .. تكون دولة صناعية من خلال تضافر كافة العوامل الاخرى بهذه الفئة العمرية . لكن من خلال التأمل في حال مجتمعنا فتجد هذه الفئة غريبة الاطوار في شتى المجالات .. حرمت من حق دستوري وهو مجانية التعليم فاصبح التعليم عبء ثقيل على عائل الاسرة فينحرم الابناء من هذا الحق فيصنفون في فئة الاميين. فيكون مصير هؤلاء الاقصاء والتهميش .. بدلا من ان يكونوا هم المنتجين في المجتمع .. فيتحولون الى معول هدم لمجتمعهم الذي لم يكن سخيا معهم فحرمهم من ابسط حق الا وهو التعليم . البعض تحمل العبء فحاول قدر الامكان ان يوصل هذا الشاب الى بر الامان فينفق عليه من اجل ان يكون في يوما ما اهلا لتحمل المسئولية .. فينصدم هذا الاخر بأن الدولة لم تكفل له اي حق في الحصول على عمل يليق بما وصل له من مستوى متقدم في التعليم فالبطالة ! اقصد النظام المعمول به في اجهزة الدولة للحصول على الوظيفة سواء كان من وساطة .. او عن طريق الرشوة ..او شراء الوظيفة.. قللت هي الاخري من فرص الحصول على الوظيفة فأنجبت لنا متقاعد شاب . من خلال التأمل في مواصفات هذا المتقاعد فتجد عمره لا يتجاوز 30 سنة .. ليس لديه معاش تقاعدي ينفق منه .. لديه احلام الشباب .. ذا قوة جسمانية . كيف يمكن للدولة مواجهة هذا المتقاعد ذو المواصفات الفولاذية .. هنا تكمن خطورة هذا الامر فحينها لن تستطيع ان تواجه هذا الطوفان الجارف .. فالتراكمات حركت المياة الراكدة وجعلت منها سيلا يجرف كل هذا الفساد .. ليطهر هذه الارض من دنس المفسدين .. ويعيد لهذا الانسان كرامته .. حقه في العيش الكريم .. وهو يؤمن ان العيش الكريم لن يكون من نصيبه .. فحال لسانه يقول فليعيش من بعدي كرماء..