قبل أربعة أشهر أمر مليكنا المفدى بتكوين لجان لحصر أضرار السيول والرفع بها للنظر في تعويض المواطنين عما لحق بهم من خسائر، إثر مرور السحابة الممطرة التي اتفق الفلكيون وخبراء الطقس على تسميتها بالسحابة البيضاء!! اللجان التي أمر بها الملك بدأت أعمالها في مناطق السعودية كافة، وقامت بدورها بتسجيل الأضرار والخسائر على أكمل وجه، ومن ثم رفعت تقريرها إلى الجهات المسؤولة؛ ليبدأ بعدها سيناريو الانتظار الممل لعملية الصرف، الذي استمر أربعة أشهر دون أن يصدر تعليق من مسؤول أو وعد من وزير!! توجيه الملك كان واضحاً كالشمس، فأمره بحصر الأضرار في مدة لا تزيد على الشهر يعطي دلالة على الرغبة في تعويض المواطن في أسرع وقت ممكن دون تسويف!! فهل يعقل أن تنتهي اللجان من عملها خلال شهر، ثم ينتظر المتضرر أربعة أشهر دون أن يعرف على الأقل متى يكون الصرف؟!! الأمر الملكي كان كالبلسم للمواطن البسيط الذي فقد عزيزاً عليه، أو غمرت المياه منزله ومزرعته، وأفسدت أثاثه ومحصوله، أو جرفت أغنامه وسيارته.. وتأخير الصرف كل هذه المدة يجعل المستفيدين من التوجيه الكريم في حيرة لا يمحوها سوى تصريح واضح، يحدد وقتاً قريباً للصرف، يتناسب والمدة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لحصر أضرار وخسائر الأمطار.