يبدو ان جهود مناهضة ظاهرة زواج الصغيرات في اليمن لم تفلح بعد, إذ ماتزال هذه الظاهرة تحصد ارواح كثير من الفتيات دون الخامسة عشرة خاصة في المناطق الريفية . في قرية العشة الواقعة في محافظة حجة توفيت الطفلة إلهام العشي، التي تبلغ من العمر 13 عاما ليلة زفافها، بسبب تمزق أعضائها الخاصة، وإصابتها بنزيف مميت". واشارت تقارير المستشفى الى أن إلهام وصلت إلى المستشفى جثة هامدة، وأنها توفيت من جراء "تمزق شديد في أعضائها الخاصة". حسب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام . وشهدت مدينة حرض وفاة طفله تدعى روان في الثامنه من عمرها متأثره بجراح عميقة وتمزق في الرحم في ليله زفافها بعد زواجها من رجل في الاربعين . وقالت عضوة مؤتمر الحوار الوطني ورئيسة منتدى الشقائق لحقوق الانسان امل الباشا على صفحتها بالفيس بوك "ان الاثار السلبية لزواج الطفلات التي تبدأ بانتهاك الحق في الحياة، تموت 8 إناث في اليوم الواحد لأسباب تتعلق بالزواج المبكر والولادات المبكرة والمتعددة المتتالية مع غياب الخدمات الصحية وصعوبة تحمل نفقاتها خاصة بين الفقراء والأميين وفي الارياف بالذات حيث تنتشر ظاهرة زواج القاصرات منذ القدم !!!. وتساءلت الباشا كيف لا ينتبه المؤيدين لزواج الطفلات ان المتسولين من أطفال وأمهات هم ضحايا كارثة الزواج المبكر الذي حرم الفتيات الفقيرات من التعليم وسقوطهن في فخ الفقر المستدام خاصة حين يحدث الطلاق أو وفاة الزوج أو اعاقته أو بطالته فلا تجد هؤلاء الضحايا سوى الشارع ملاذا لهن وأطفالهن، مع ادراكنا لما في الشارع من قسوة وانتهاك متوحش للمستضعفين من أطفال ونساء !!! واضافت الباشا وفاة الطفلة روان الاسبوع الماضي صباح ليلة دخلتها لتمزق مهبلها ونزيفها حتى الموت، وقبلها فاتن والهام وأخريات لا نعلم عنهن، الا يكفي لوقف جريمة وأد وحماية طفلاتنا الفقيرات المحتاجات لوقوفنا معهن كمجتمع وقفة مسؤولة اخلاقيا وإنسانيأ وقانونيا !!. وحسب مركز دراسات النوع الاجتماعي بجامعه صنعاء بلغت نسبة زواج القاصرات والقاصرين 65% من الإناث و7% من الذكور وترتفع النسبة إلى 70% في المناطق الريفية . وقالت تقارير رسمية سابقة توجد 8 حالات وفاة يوميا في اليمن بسبب زواج الصغيرات والحمل المبكر والولادة في ظل غياب المتطلبات الصحية اللازمة . وحلت اليمن حسب تقرير أصدره المركز الدولي لدراسات العام الماضي، في المرتبة ال 13 من بين 20 دولة صُنفت على أنها الأسوأ في زواج القاصرات، حيث تصل نسبة الفتيات اللواتي يتزوجن دون سن الثامنة عشرة إلى 48,4 بالمائة . وتشهد اليمن جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية والتشريعية حول قضية تحديد سن الزواج للفتيات، حيث إن منظمات حقوقية وناشطون في مجال حقوق الإنسان طالبوا بإقرار تشريع قانوني يحدد سن الزواج ب18 عاما فما فوق، وهو توجه عارضه بشدة رجال دين وبرلمانيون إسلاميون. وتعد قضية زواج القاصرات من القضايا المطروحة في مؤتمر الحوار الوطني والتي سيتم التوافق عليها ضمن مخرجات المؤتمر.