بقلم/ رائد الجحافي من أساسيات نجاح وقوة الثورة وضمان انتصارها هو أن تمتلك استقلالية القرارات التي تنبع من وضوح المنهج والبرنامج الثوري المحدد لأهدافها، واستقلالية الثورة وعدم تبعيتها لأي قوى أخرى ستصنع قرار مستقل يحوز قوة من الاستقلالية تلك، بحيث تمضي الثورة وفق استراتيجيتها القائمة على مصلحة تحقيق الهدف الذي قامت لأجله الثورة، وهكذا نضمن نجاح الثورة وانتصارها، لأن غياب الاستقلالية في الثورة يجعل قرارها رهن مصالح الاخرين ويمكن توجيهها والتحكم بها ما يؤدي إلى خلق ثورة ضعيفة او تحويلها إلى ثورة هشة تتخطفها الرغبات من خارجها ويفقد القائمين عليها سلطة اتخاذ القرار بل وتصبح الثورة بذاتها أمر مفروغ منه، واليوم ثورة الجنوب ثمة ملامح تومي أن مؤشرات الارتهان الخارجي قد تتسلل إليها خصوصا بعد تسريب معلومات تشير إلى وجود تحركات خارجية لدول عربية واجنبية كل منها تحاول إيجاد قوى ثورية خاضعة لها في الجنوب تلك المعلومات توحي بأن كل من قطر والسعودية تتحركان بقوة في هذا الجانب حيث تتحدث تلك المعلومات أن قطر رصدت قرابة مائة مليون ريال سعودي لتمويل شخصيات وقوى جنوبية، ومثلها السعودية كانت قد شرعت منذ وقت مبكر في دعم جهات وشخصيات جنوبية، بالأضافة إلى بريطانيا وغيرها، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل بمقدور الجنوبيون الذين قد يتلقون هكذا دعم أن يسخرونه لصالح الثورة مع الحفاظ على استقلالية الثورة وقراراتها أم العكس؟