نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيارات اميركا في سوريا: تاخير اوباما، تحذير دمبسي

رأى "أنتوني كوردسمان"، المحلل العسكري وأستاذ كرسي أرليج بورك في الشؤون الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاميركي، ان الازمة السورية تزيد من قدرات ايران وحزب الله لبنان بالمنطقة، مشيرا الى تناقض التقارير الاخيرة حول استخدام الكيماوي في سوريا.
واشنطن (فارس)
وقدم "كوردسمان" في الجزء الاول تحليلا للوضع فى سوريا وإمكانية التدخل العسكرى فيها حيث قال إن اميركا لديها خيارات صعبة فى سوريا. وحتى لو تدخلت عسكريا، فقد فات بالفعل أوان الخيار الأفضل لانها لم تتدخل عندما كان المتمردون فى أفضل حالاتهم، ونظام الأسد فى أضعف حالاته.
ويرى التقرير انه ربما كان من شأن الدعم الأمريكى المحدود، للفصائل المتمردة التى كان يسيطر عليها المعتدلون في بادئ الامر، الإطاحة بالأسد من دون تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية. والواقع أن أى خيار الآن يجب أن يراعى أن الأسد الآن صار أقوى كثيرا.
ويحاول التقرير مقدمة اضفاء سمة انسانية على التدخل الاميركي في سوريا بذريعة ان تاخير تدخل اميركا في الازمة السورية ادى الى ارتفاع عدد الضحايا واساء الى مصداقيتها في المنطقة والعالم. وينوه التقرير الى مقتل حوالي 110 الاف شخص منذ بدء النزاع والتكهنات بارتفاع هذا العدد الى 260 الف ويقول ان هذه التكاليف ضئيلة مقارنة بالاضرار التي تعرض لها المدنيون وكذلك استقرار واقتصاد هذا البلد. فالتقديرات التي نشرها قسم المعلومات الانسانية في وزارة الخارجية الاميركية، بتاريخ 1 مايو، تشير إلى أن 6،8 مليون سوري هم في حاجة إلى المساعدة وان 4،25 مليون تشردوا، مع ما مجموعه 4،1 مليون خارج سوريا.
**الازمة السورية وبمنأى عن الحضايا البشرية اثرت على 36% من نفوس هذا البلد
ويرى التقرير ان حجم المأساة تتزايد بشكل مطرد، فضلا عن زعزعة استقرار جيران سوريا. ويقدر خبراء أن 8،2 مليون نفوس هذا البلد التي تبلغ 22.5 مليون نسمة اي 36 بالمئة من مجموع السكان تضرروا بسبب الازمة. التاثيرات الإنسانية لهذا الامر مشهودة بوضوح، وان التكاليف الاقتصادية والاجتماعية سواء للمواطنين السوريين او الاتراك واللبنانيين والأردنيين سترتفع إلى مستويات مجهولة ما لم يحصل الشعب السوري حكومة مستقرة تحظى بشرعية دولية.
**الازمة السورية تزيد من قوة ايران وحزب الله بالمنطقة
-الاسباب الانانية لهذا الاجراء
رغم ذلك فان الاسباب الانسانية ومسالة الاستقرار في دول الجوار، في هذه الظروف، حيث تزداد معارضة الكونغرس والراي العام للحرب وفي حين ان اميركا تواجه ازمة في خصوص ميزانية الولايات قد لا تكون عنصرا مشجعا بالقدر المطلوب. ولذلك من حق الجنرال دمبسي ان يحذر بان واشنطن تعاني من مشاكل كبيرة في مجال استخدام مصادرها للمحافظة على جهوزية الجيش وتلبية اولويات استراتيجيتها العالمية. ولكن هناك اسباب انانية ايضا لتبرير ضرورة قيام اميركا باجراء حيال الازمة في
سوريا.
فما بدا على أنه صراع داخلي سوري في البداية، بات اليوم يهدد باندلاع مواجهة كارثية بين السنة والشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. جميع هذه الامور مع انسحاب بعض القوى العالمية ادت الى تعزيز دور إيران وحزب الله في المنطقة. وزاد من شعبية حزب الله وبعض الجماعات المتطرفة في لبنان، وهذه الامور من شأنها خلق مشاكل عديدة في الأردن وتركيا، وتسوق العراق نحو حرب أهلية وتعزيز التقارب بين القيادة الشيعية في العراق مع إيران.
**فوز الاسد يعني تعزيز دور ايران ونفوذها بالمنطقة
ويرى التقرير ان فوز الأسد أو نجاحة في المحافظة على حكومته بشكل ما او تخطي الازمة والسيطرة على معظم انحاء سوريا، فان دور ونفوذ إيران سيزداد في العراق، سوريا ولبنان اضعافا مضاعفة وسيؤدي الى استقطاب منطقة الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. مثل هذه الاجواء ستشكل مخاطر جدية ل "إسرائيل" التي لن تكون قادرة على الاعتماد مرة أخرى على الأسد. وستؤدي الى اضعاف الأردن وتركيا، والأهم تعزيز قدرات ايران في منطقة الخليج الفارسي. وبناء على التقييمات التي قدمتها شركة "بريتيش بتروليوم" فان ايران والعراق يملكان حوالي 20 في المئة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وحصة الشرق الأوسط تزيد على 48 في المئة.
**السيطرة على نفط الشرق الاوسط له تاثير مبشار على كل فرصة عمل داخل اميركا
لهذا السبب تم في الاستراتيجية الأميركية الجديدة لعام 2012 تصنيف منطقة الشرق الاوسطة بمستوى تصنيف آسيا. فالسيطرة على هذه الاحتياطيات والتدفق الآمن لصادرات النفط يؤثران بشكل مباشر على الوضع الاستراتيجي لاميركا وعلى كل جانب من جوانب اقتصادها وعلى كل وظيفة فيها. فرغم ما يقال حول تحقيق مستوى من الاستقلال في مجال الطاقة الا ان وكالة معلومات الطاقة الأمريكية لها تنبؤات مختلفة جدا.
**اميركا مازالت بعيدة عن تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة -استقلال الطاقة لن يؤثر على اولويات الاستراتيجية الاميركية
مهما يحدث في العقد المقبل أو بعده، فان استقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لازال يتسم باهمية حيوية للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي. هناك سيناريوهات قد تساعد الولايات المتحدة بخفض وارداتها من الطاقة الى حد كبير، ولكن هذه السيناريوهات ليست السيناريوهات التي تستخدمها الحكومة الأميركية في تخطيطاتها أو التي تتمخض عن الدراسات التي تقوم بها وزارة الطاقة الاميركية. أحدث التقديرات لوكالة معلومات الطاقة، والتي تم تحديثها في مايو 2013، تظهر أن الولايات المتحدة لاتزال تستورد نحو 45 في المئة من السوائل النفطية في عام 2011 وانها مازالت تحصل على نحو 28 في المئة من وارداتها من منطقة الخليج (الفارسي).
**مضيق هرمز اهم ممر لاغلاق النفط على العالم
ولكن يتساءل التقرير عن سبب اهمية أمن مضيق هرمز والخليج (الفارسي) بالنسبة لاستقرار الاقتصاد الأميركي والعالمي وأسعار الطاقة في الولايات المتحدة ويقول: إن مضيق هرمز هو ممر لتدفق النفط في العالم،حيث يمر عبره جرى تصدير 17 مليون برميل عبر هذا المضيق خلال عام 2011، و 15،7 و 15،9برميل يوما في الفترة 2009-2010. وكانت التدفقات عبر المضيق في عام 2011 تشكل حوالي 35 في المئة من تجارة النفط المنقولة بحرا جميع، أو حوالي 20 في المئة من النفط في جميع أنحاء العالم .
وذهب أكثر من 85 في المئة من صادرات النفط الخام إلى الأسواق الآسيوية، التي تمثل أكبر الاسواق الاسيوية بوجود اليابان والهند وكوريا الجنوبية، والصين. اضف الى ذلك صادرات غاز قطر التي تبلغ حوالي 2 تريليون قدم مكعب سنويا من الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز، وهو ما يمثل تقريبا 20 في المئة من التجارة العالمية للغاز الطبيعي.
**اميركا بحاجة كبيرة الى صادرات نفط الشرق الاوسط بشكل مباشر او غير مباشر
-وضع الاقتصاد الاميركي رهن بصادرات الشرق الأوسط
حتى هذه الامثلة بحسب كورديسمان لا يمكنها تبيين مدى اعتماد استراتيجية الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط. لان اعتماد الولايات المتحدة على واردات السلع المصنعة في الشركات الأوروبية والآسيوية ينمو بشكل مطرد، تلك التي تعتمد بشكل كبير على تدفق صادرات النفط من منطقة الشرق الأوسط وخاصة من الخليج (لفارسي). هذا الاعتماد على التوريد غير المباشر لنفط الشرق الأوسط والخليج (الفارسي) أمر يتسم باهمية كبيرة لاقتصاد الولايات المتحدة. اجمالا ينبغي القول إن اعتماد الاقتصاد الأميركي يزداد باطراد على الاقتصاد العالمي الذي من المتوقع أن يكون أكثر اعتمادا بدوره على الصادرات البترولية. وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستستمر في المنافسة على الموارد النفطية العالمية. فإذا ارتفعت أسعار النفط بسبب عدم الاستقرار الإقليمي أو انقطاع النفط في منطقة الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة ستدفع ثمنا باهظا وان الاقتصاد الاميركي وجميع بلدان العالم، ستعاني مشاكل جمة.
**الاكتفاء الذاتي الاميركي لن يتغير بشكل كبير حتى عام 2040
أما بالنسبة لتحقيق الاستقلال الحقيقي في حقل الطاقة فانه لا يمكن لأحد التنبؤ بالمستقبل. ولكن، تتوقع ادارة معلومات الطاقة أن تخفض الولايات المتحدة من الاعتماد على الواردات النفطية بشكل محدود ولكن من الصعب ان تعوض عن اعتمادها على سائر الواردات وكذلك صحة الاقتصاد العالمي: إن "حصة اميركا من الواردات الصافية من النفط وغيرها من سوائل الوقود، التي انخفضت من 60 في المئة في عام 2005 إلى 45 في المائة في عام 2011، ستستمر في الانخفاض، وستصل الى 34 في المئة عام 2019 قبل أن ترتفع إلى 37 في المئة في عام 2040 . ولازال امامنا وقت طويل حتى عام 2040، وحتى في أفضل الأحوال سيكون الاقتصاد الأميركي والوظائف رهن باسعار النفط العالمية وتدفق صادرات الطاقة في العالم.
** التدخل الاميركي قد يؤدي الى توسيع دائرة استخدام السلاح الكيماوي
-إعادة تقييم تكاليف ومنافع التدخل الاميركي
الحديث عن المصالح الاستراتيجية الاميركية لا يعني التغافل عن تحذيرات ديمبسي. ومع ذلك فان الظاهر هو رسائل ديمبسي بشكل عام تهدف إلى التأكيد على التكاليف والمخاطر بدلا من تقييم محايد للحالة والخيارات المتاحة، وهذا ينطبق بصفة خاصة على رسالته التي وجهها في شهر يوليو: "جميع هذه الخيارات تاتي بهدف تحقيق المزيد من الاهداف العسكرية المحدودة مثل مساعدة المعارضة وممارسة الضغوط على النظام السوري. لقد تعلمنا الكثير من السنوات ال 10 الماضية، ولكن ذلك ببساطة لا يكفي لتغيير ميزان القوى العسكرية دون دراسة متأنية لما هو ضروري من أجل الحفاظ على دولة مستقرة فاعلة. يجب أن نتوقع ونكون مستعدين للتبعات غير المحسوبة. فان انهارت مؤسسات النظام في غياب معارضة قادرة على الامساك بزمام الامور، فإننا نكون قد مهدنا الارضية بشكل غير مقصود لاستفادة الأسلحة الكيمياوية من قبل المتطرفين".
**التقارير الاخيرة حول استخدام الكيماوي متناقضة
حتى عندما كتب ديمبسي عن موقفه حول الأسلحة الكيميائية فان الظاهر انه كان يركز على المبالغة في التكاليف والمخاطر بدلا من التهديدات الحقيقية. الولايات المتحدة كانت قد اتهمت حكومة الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية، وقامت صحيفة "واشنطن بوست" في 23 اغسطس بتصنيف هذه الاتهامات كالتالي:
19 مارس 2013، خان العسل: اطلقت ادعاءات بشان استخدام الاسلحة الكيماوية في منطقة خان العسل قرب حلب راح ضحيتها 30 شخصا. وقال مصور لرويترز انه زار ضحايا في مستشفيات حلب كانوا يعانون مشاكل في التنفس وان الناس قالوا انهم شموا رائحة الكلور بعد الهجوم".
24 مارس 2013 درعا: زعم نشطاء ان القوات السورية تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المتمردين في بلدة عدرا بالقرب من دمشق. وذكرت رويترز أن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين واصابة عدد آخر.
13 أبريل 2013، شيخ مقصود، حلب: طرحت قناة "اي بي سي" مزاعم حول هجوم كيماوي. ونقل عن طبيب في مسشفى قريب حيث تم علاج الضحايا قوله، "إن الأعراض والعلاج تشير إلى أن عناصر كيميائية تسببت في وفاة امرأة وطفلان، وجرح أكثر من عشرة أشخاص."
29 أبريل 2013، سراقب: زعم نشطا ان هجمات كيميائية أدت إلى وفاة شخص وإصابة سبعة اخرين. وبناء على تقرير "بي بي سي"، فان شهود عيان نقلوا ان خزانات سقطت من طائرة هليكوبتر على البلدة.
(التناقض في هذه التقارير واضح ولا يحتاج الى رد).
**بعض الدول العربية ستتكفل بتكاليف التدخل العسكري الاميركي
اضافة الى ذلك فان الجنرال دمبسي في رسالة يوليو وخلال سرده للخيارات العسكرية يتجاهل موضوع التعاون الاستراتيجي للحلفاء والشركاء الاقليميين. وهذا الامر يعود الى ان دمبسي ركو على الخيارات التي العسكرية التي تنفذ من قبل اميركا بشكل احادي. هذا في حين ان بامكان اميركا ان تحصل على جزء كبير من تكاليف التدخل العسكري من قبل بعض الدول العربية كما حدث ابان غزو العراق.
**بامكان امريكا تدريب قوات المعارضة خارج الاراضي السورية
- بحث الخيارات المتاحة امام اميركا
وبناء على هذا الاساس ينبغي مناقشة الخيارات العسكرية المطروحة من قبل ديمبسي كلا على حدة تاسيسا على الاحتمالات لبلورة الشراكة الاستراتيجية التي جرى التاكيد عليها في الاستراتيجية الاميركية الجديدة المعلن عنها في يناير 2012. والأهم من ذلك أن هذه الخيارات تحتاج إلى أن تناقش من حيث منافعها المحتملة فضلا عن التكاليف والمخاطر.
- تدريب، وتقديم المشورة، ومساعدة المعارضة
الجنرال دمبسي يستعرض الخيار الأول على النحو التالي: هذا الخيار يستخدم قوات غير قاتلة لتدريب وتقديم المشورة للمعارضة على المهام التي تتراوح من استخدام الأسلحة إلى التخطيط التكتيكي. يمكننا أيضا تقديم المساعدة على شكل تقديم معلومات استخبارات ولوجستية. عدد القوات المدربة سيتراوح بين عدة مئات إلى عدة آلاف، وتكلفة هذه العملية تقدر بنحو 500 مليون دولار سنويا. وهذا الخيار يستدعي وجود مناطق آمنة خارج سوريا فضلا عن الدعم من شركائنا الإقليميين. ومع مرور الوقت، سيتبين أثر هذه العملية في تحسن قدرات المعارضة. لكن هذا الخيار ينطوي على مخاطر ايضا منها احتمال حصول المتطرفين على قدرات إضافية، والقيام بهجمات في الخارج والاتهامات بشان ارتكاب جرائم حرب".
**المتمردون يمتلكون حاليا دبابات، SHORAD، و ATGM
لكن رسالة دمبسي لا تشير الى مستويات الدعم، نوعية الأسلحة وكيفية النقل، ومدى تحسن القدرات العسكرية للمتمردين، ومدة وكيفية تاثير هذه المساعدات على تغيير التوازن. فالجنرال دمبسي لا يقدم اي تقييم حول فوائد تسليح وتدريب مقارنة بالتكاليف، وكذلك مدى مساعدة الشركاء الاقليميين لامريكا في هذا المجال. نحن نعرف ان هؤلاء الان يمتلكون على اقل تقدير دبابات ومنظومات جوية قصيرة المدى (SHORADS) وصواريخ مضادة للدبابات (ATGM). كما ان دمبسي لا يشير الى مخاطر وقوع هذه الاسلحة بيد المتطرفين.
**مضي الزمان سيزيد من حظوظ انتصار الاسد على المتمردين
ويعتقد الكاتب ان التصريحات الاميركية الاخيرة حول مد المتمردين بالسلاح - وتقاعسها في هذا الخصوص - سيقوض مصداقية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، سيمنح حزب الله، وإيران امتيازا سياسيا كبيرا. هذا فضلا عن ان التاخير في توفير ودعم وتدريب المتمردين سيزيد من حظوظ فوز الاسد في النزاع القائم، وسيحول سوريا الى جزء لا يتجزا من اتحاد ايران-لبنان، وربما زيادة عداء العراق لاميركا وحلفائها العرب. وعلاوة على ذلك، فان اي تأخير سيزيد من التكلفة ومستوى العمل الذي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها من اجل ايجاد تغييرناجح أو انهاء الحرب في سوريا.
اننا ومن اجل معرفة اسلوب تعامل الجماعات السنية المتطرفة مع سائر الاقليات وزيادة عدائها لامريكا وسائر الدول المعتدلة، وبالتالي العثور على طرق للنفيس عن حقدهم هذا، لسنا بحاجة للتكهن بل يكفي ان نفتح اعيننا ونرى ما يحدث حاليا.
نهاية الجزء الثاني
يتبع ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.