المفتي: المبادئ هي القدر من المعرفة المتعلق بالشريعة الذي لا خلاف عليه بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نجيب على بعض أسئلتكم التي ترد إلينا على هذا الموقع "بص وطل": معنا اليوم سؤال عن الفرق بين مبادئ الشريعة الإسلامية، وأحكام الشريعة الإسلامية، والشريعة الإسلامية؛ لما هو مثار الآن من جدل سياسي وديني حول المادة الثانية من الدستور. كلمة مبادئ جمع مبدأ، ومبدأ يسمى في علم النحو والصرف "المصدر الميمي"، والمصدر الميمي يصدر للدلالة على الزمان وعلى المكان وعلى الحدث، ومعنى هذا إن مبدأ تعني زمان البدء - مكان البدء - نفس البدء. وعلى ذلك فمبادئ معناها "هذا القدر من المعرفة المتعلق بالشريعة الذي لا خلاف عليه"، كل المسلمين يقرّون بخمس صلوات في اليوم والليلة، وأن الوضوء قبل الصلاة، وبصيام شهر رمضان وليس بصيام شوال أو محرم، وبالحج إلى بيت الله العتيق وليس إلى المدينة أو القدس، وأن الحج عرفة.. كل المسلمين يعرفون أن السرقة والزنا والقتل والكذب وشهادة الزور والغلّ والحسد حرام.. وكل المسلمين يقرّون بأن أكل الخنزير وأن شرب الخمر حرام.... وكل المسلمين يعتقدون في خمس قواعد، هذه القواعد أن الأمور بمقاصدها، أن الضرر يزال، أن العادة محكّمة، وأن اليقين لا يزول بالشك، وأن مع العسر يسرا والمشقة تجلب التيسير، خمس محررة لجميع المذاهب. ضرر يُزال وعادة قد حُكّمت ... وكذا المشقة تجلب التيسيرا والشكّ لا ترفع بيه متيقّنا ... وخلوص نيةٍ انْ أردت أجورا وكل المسلمين يعرفون أن مبادئ الشريعة حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ الدين وحفظ كرامة الإنسان والعرض وحفظ الملك، كل المسلمين يقرّون بهذه القواعد وبهذه المبادئ، ويعلمون أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.. هذه هي المبادئ.. ومبادئ الشريعة هي سقف لا يجوز للجهة التشريعية أن تتجاوزها، ولذلك إذا نصصنا على كلمة مبادئ الشريعة فإنه لا يجوز بحال لهيئة تشريعية أن تحلّ القتل، أو أن تحلّ الردّة، أو أن تحلّ مثلاً الشذوذ الجنسي... لماذا؟ لأن مبادئ الإسلام تأبى ذلك، ولأن مبادئ الإسلام ومبادئ الشريعة الإسلامية تمنع ذلك باتفاق المسلمين سلفاً وخلفاً قديماً وحديثاً سنة وشيعة. فالمبادئ هي القدْر المشترك، وما تحت المبادئ تختلف فيه الأنظار، وإنما يُنكَر المتفق عليه ولا يُنكَر المختلف فيه، فإذا كتبنا الشريعة الإسلامية حيّر ذلك القاضي. بأي شريعة نريد أن نحكم؟ برؤية الحنفي أم الشافعي؟ برؤية الشيعي أم السني؟ برؤية السلف أم الخلف؟ برؤية الواقع أم الموروث؟ ولكن مبادئ الشريعة لم تختلف في كل ذلك؛ فهي أولى من كلمة أحكام الشريعة التي يقع فيها التوهيم والتهوين، أو بالشريعة التي يقع فيها الاختلاف. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله إضغط لمشاهدة الفيديو: