قال الخبير الاستراتيجي والعسكري السوري، سليم حربا، في تعليقه على المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية وموافقة الحكومة السورية على المبادرة "إنها مبادرة روسية محضة، كما أن مقومات السياسة السورية أنها تميل إلى السلام والأمن ونزع فتيل الأزمات من المنطقة". دمشق (فارس) وأضاف الخبير حربا في حوار خاص مع مراسلة وكالة أنباء فارس في سوريا "أن قبول المبادرة الروسية من قبل سوريا كما جاء في تصريح وزير الخارجية السوري حرصاً من الدولة السورية على حياة أبنائها وأمن الوطن ومن خلال ثقة الدولة السورية بفطنة القيادة الروسية لإدارة تفاصيل هذه المبادرة". وأكد "أن سوريا بهذه الموافقة امتصت الجنون الأميركي وجنبت المنطقة ويلات الحرب. كما أنها تتابع في إطار حرصها مهام لجنة التحقيق لكشف الحقيقة التي تقول أن العصابات الإرهابية هي التي استخدمت السلاح الكيميائي". وأضاف: "نستطيع القول أن هذا الأمر هو انتصار للسياسة والديبلوماسية السورية التي تعتمد مبدأ الحوار، والأهم أنه انتصار للعقل والحكمة والسلام في المنطقة والعالم". وتابع الخبير حربا القول: يخطئ من يظن أن المواد الكيميائية التي وإن وجدت في سوريا تشكل نقطة قوة فالجيش السوري والدولة السورية لا يقويان بالكيماوي ولا يمكن أن تستخدمه لا الآن ولا في المستقبل بل تتمثل قوتها في وحدتها وشعبها وقيادتها وجيشها المتنوع والقوي بعقيدته وأسلحته التكتيكية والاستراتيجية. وتابع: وإن كانت الموافقة تأتي في سياق الحكمة وتغليب لغة العقل والحكمة فإن هذا لا يثنينا ولا يغنينا عن متابعة تقويض الفكر التدميري الشامل المتمثل بالإرهاب التكفيري الوهابي حتى اجتثاثه، وبنفس السياق التمسك بالخيار السياسي والعملية السياسية والحوار الوطني وفق مقتضيات المرحلة ووثيقة جنيف. وفيما إذا كانت هذه المبادرة ستؤثر على أداء الجيش السوري قال الدكتور حربا إن الجيش السوري لم ولن يستخدم السلاح الكيميائي وحتى هذه اللحظة هو لم يستخدم حتى أسلحته الاستراتيجية ضد العصابات الإرهابية، فدولتنا تتعامل بمنطق الأخلاق والقانون الدولي. كما نتمنى أن تكون هذه الموافقة بادرة حسن نوايا يتلقفها المجتمع الدولي ويلزم كل الأطراف بما فيها الكيان الإسرائيلي بالانضمام إلى اتفاقية منع انتشار الأسلحة الكيميائية والنووية. وختم الخبير العسكري القول ب"أن محور المقاومة والممانعة لم ولن تكون الأسلحة الكيميائية تشكل نقطة قوة في موازينه لذلك ستبقى معادلة الردع بامتلاك المقاومة والجيش النوعيين مقاتلين وسلاحاً وقيادة وهي عناصر ثابتة وتزداد قوة". /2336/ 2926/