هدى الساعاتى قال أمس الدكتور عبد الحميد الهرامة، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، خلال ندوة «تاريخ الكتاب العربي ودوره الحضاري» التي عقدت بمكتبة الإسكندرية "إن الحضارة العربية هي أهم الحضارات التي اهتمت بالكتاب". وأشار الهرامة، إلى أنه حينما أدركت أوروبا الهوة العميقة بينها وبين الشرق، اعتمدت على الأندلس وصقلية كسبيل لنقل العلوم العربية، واتخذت من المشرق معبرًا لترجمة العلوم خلال الحروب الصليبية. وأوضح أن الاعتراف بأثر العرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية يدفع من ثقة الأجيال القادمة؛ حيث إن الأمة التي أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية يمكن أن تساهم في صناعتها من جديد. وقال الدكتور خالد عزب: "إن مكتبة الإسكندرية تهتم بتاريخ الكتاب الذي بدأ في الحفر على الحجر حتى وصل إلى الكتاب الإلكتروني، موجهًا دعوة لإنشاء كتاب مرجعي عن تاريخ الكتاب العربي منذ عصر الرسول الكريم، صلى الله عليه سلم". وأشار إلى، أن قطاعي المكتبات وتكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية يهتمان بالكتاب الإلكتروني؛ حيث إن المكتبة تقدم أكبر موقع رقمي للكتاب العربي لطرح الكتب للجمهور مجانًا في خدمة غير مسبوقة، ويجري تعزيزه كل يوم بالجديد من الكتب. وأكد أن المكتبة معنية بالكتاب المطبوع وتاريخ الطباعة، حيث تضم معرض مطبعة بولاق الذي يحتوي على ماكينات الطباعة القديمة الخاصة بمطبعة بولاق؛ أول مطبعة مصرية، كما أنها أصدرت ببلوغرافيا للكتاب المطبوع. وتحدث الدكتور أحمد شوقي عن ملحمة الكتاب العربي، مبينًا أن رحلة الكتاب العربي تُعد ملحمة استغرقت 1400 سنة، وتميزت بعدد كبير من المحطات البارزة، والعديد من العقبات. وشدد على أن الكتاب العربي يُعد ركن من أهم الأركان، التي بنيت عليها الحضارة الإنسانية، وأن النهضة العربية أحدثت تغييرًا كبيرًا في حياة الإنسان الأوروبي. وقال: "إن القرآن الكريم يُعد أول كتاب دخل به العرب عالم الكتب، إلا أننا لا نعرف الكثير عن نسخه وجمعه". وأضاف، أن مرحلة التحول الأساسي للكتاب العربي كانت خلال القرن الأول من الإسلام، مبينًا أنه لا يزال هناك أمل في العثور على المزيد من المخطوطات، التي يمكن أن تساهم في دراسة تاريخ الكتاب العربي. وأكد الدكتور فيصل الحفيان، أن الكتاب العربي مازال يعاني من فجوات تاريخية كبيرة داخلية وخارجية؛ فالداخلية الذاتية تنبع من أن معرفتنا به يشوبها القصور، أما الخارجية تنبع من أن علاقتنا بكتاب الآخر أيضًا يشوبها العديد من النواقص.