رغم ظروفه، ومتغيرات واقعه، بات الاتحاد الشغل الشاغل للجميع.. وحتى فرحته عادت تخطفنا بهيفاء الكرة الاتحادية، ولفتة الحسم والانتصارات النافذة، التي تنسدل بالملامح والعينين. تلك الفرحة التي ترسم في الألوان بُعدًا لا تقوى عليه الصفحات.. فتحدث انسجامًا بين الحبِّ.. والحبِّ!! ** ولكل (انتماءات فرق أندية الوطن).. **ولكل عشق اتحادي.. ركض الفرح في لقاء الفتح يمنح الناس (إعجابًا) من دفئهم.. وعباءة بلون السماء، وبطعم الفرح.. و(الاتحاد) حين يجلجل بشعاره ودثاره، وبراعة شبابه، وبذخ أجانبه المتطلّعين الموهوبين.. يجيء إلينا (بالجمع) ظبية وجدانية، من لحظها ولظاها يسقى رقته.. ويجمع شتات عشقه، وحين يجيء الوجه الاتحادي (بملامح النمور) يحمل كثيرًا من التقاطيع البطولية (للفريق الشرس الكاسر)!! لأن شباب الاتحاد وزملاءهم ليناردو جوبسون، وليناردو بونفيم، بدعم الحضور البارع لأحمد الفريدي (الآن) في البطولة المحلية.. يتشكلون في صناعة وتصدير أهدافهم مثل (قوس قزح) بكل الألوان وكل الأحجام!! ** لكن (الاتحاد).. منذ أكثر من ثمانين عامًا.. لم يستطع أن يتغيّر فيه عنفوانه، برسم خطوات منتمية، ولاعبي أجياله وجحافل جماهيره! فما عسى تاريخ وحضارة كرة الوطن أن تفعل إزاء ذلك الشلال الجميل من الحضور، رغم الدمعة الحائرة، والآهات المظفورة لواقع الحال كان الاتحاد أمام الفتح وقبله الشباب يشتعل، ويشعل أرق الفضول، وكان الفريدي هنا وهناك، وسعود كريري، والمنتشري، ومحمد حيدر، وسلمان الصبياني، وأحمد عسيري، وعبدالمطلب الطريدي، وفهد المولد، وأسامة المولد، وفواز القرني، وجوبسون، وبونفيم يستمطرون من (كرات المد) الفريدية، والحيدرية عدا جمعها في الشباك ،واللعب بها، والتحول إلى (أهداف) مغطاة بأكمله بجهد الزملاء والرفاق (اللامع) وبقطرات عرقهم المتلألئة!! ** وفي الاتحاد.. وحين يركض (النمر) على العشب الأخضر المبلل بالندى، يشعر بأن قدميه لهما مذاق الفوز ومذاق البطولة.. ومذاق الملح!! ** وفي (الاتحاد) العملاق.. حاول محبو هذا الفريق أن يقبضوا على مثل تلك اللحظة الحماسية القتالية للاعبين بأجمعهم (على غير عادة)، ولو مع قليل من نضارتها ونكهتها!! لكن هاتيك الصباحات كان لها (هناك) في العميد غيوم كثيفة.. بينما في (الاتحاد) عرف اللاعبون كلهم التواشج الكروي كاملاً، ليكشف هؤلاء عن ارتفاع غيوم التهديف، وعن شيء من الحسن في الأداء والاتزان وقوة التمركز، وصناعة الهدف، وانتهازيته، واستثماره للفرص في جُلِّها.. ** و(الاتحاد) الآن.. في غمرة فرحه (بأجانبه)، الذي لم تعد تُخْفيه (الكرات العصيِّة) على الرضوخ!! فهو إذا حضر معهم بشبابه، وخبرائه، ومدربه الإسباني (بينات سان خوزيه) تتلاشى نداءات (الأهداف الخجولة) في دماغه، وبين قدميه!! ** مستشار عمادة الدراسات العليا عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز