شارك حوالي 2000 شخص أمس، في تشييع جنازة المتظاهر صلاح مدثر (28 عامًا) بأم درمان والذي قتل أمس الأول برصاص الأمن السودانى، ورددوا شعار «حرية، حرية». كما ردد المتظاهرون هتافات «فليسقط، فليسقط»، مشيرين إلى نظام الرئيس عمر البشير. واعترفت الخرطوم بمقتل أربعة متظاهرين، أمس الأول، إلا أنها لم تتحمل مسؤولية مقتل هؤلاء، في حين استعد السودانيون أمس لليوم السادس من تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية قولها إن «مسلحين لم تعرف هوياتهم أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في الخرطوم بحري وفي الخرطوم وأم درمان وقتلوا أربعة متظاهرين». وظل الوضع متوترًا طوال يوم أمس يشوبه الحذر فيما انتشرت قوات الأمن والشرطة فى شوارع العاصمة، وقال شهود عيان إن مظاهرة توجهت إلى مقر على عثمان محمد طه في حي شرق الرياضبالخرطوم فرقتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع قبل أن تصل إليه، وأشارت بعض المصادر بمطار الخرطوم إلى مشاهدة مغادرة عدد من عوائل المسؤولين فى الحكومة والنافذين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى خارج البلاد» وقال الصحفي عثمان شبونة: إن هناك انتشارًا كثيفًا لقوات الأمن والشرطة التى بدت مستعدة للتعامل مع المحتجين بإطلاق الرصاص الحى مثلما حدث في الأيام السابقة بدون أي رادع. وقال شبونة إن «النظام» عطل عددًا من الصحف ومنع بعض الكتاب من الكتابة، ونفذ صحفيون اعتصامًا يرفضون عبره منعهم من إيصال الحقائق للقراء بشكل مهني واحترافي، وأضاف شبونة: إن عدد القتلى فاق ال160 بعكس ما تردده الحكومة وبسبب التعتيم المفروض على الأجهزة الإعلامية يبدو العدد أكبر من هذا بكثير، وتوقع شبونة أن تلجا الحكومة إلى فرض حالة الطوارئ وربما حظر التجول»للجم الانتفاضة الشعبية» وقال شبونة: إن والى الخرطوم سافر إلى الصين في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الاحتجاجات والرفض للحكومة الحالية وقتل عشرات الأشخاص واعتقل 600 آخرون في أقل من أسبوع على انطلاق الاحتجاجات على رفع أسعار المحروقات. ويقول شهود وبعض أقارب الضحايا إن معظم المدنيين قتلوا برصاص الشرطة. يذكر أن الحكومة تواصل لزوم الصمت حيال هذه الاحتجاجات التي تشهد اتساعًا غير مسبوق منذ وصول الرئيس عمر البشير إلى الحكم في 1989.