مواضيع ذات صلة إدريس الدريس من مظاهر هذا اليوم تزاور الناس، وفيه تنصب الخيام والأكشاك وتزدهر فيه البيوع والمشتريات، إنه عيد مشهود، أو مهرجان تقام فيه العديد من الفعاليات يوم عاشوراء يوم عظيم، نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وطغيانه، وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم لما سكن المدينةالمنورة أن اليهود يصومون هذا اليوم، فسألهم: لماذا تصومون هذا اليوم؟ قالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى من فرعون الذي أغرقه الله، فنحن نصومه شكرا لله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أولى بموسى منهم فصامه وحبذ صيامه. وفي يوم عاشوراء أيضاً قتل سبط رسول الله الحسين بن علي رضي الله عنهما، فصار الشيعة يتخذونه يوماً للذكرى والبكاء وتلقي العزاء في هذا (الكرب والبلاء) في كربلاء وغيرها من المدن الشيعية. ولستُ آتي بجديد وأنا أذكر هذه المعلومات، المعلومة لدى الجميع لكنني أجد أن الاحتفال بهذه المناسبة أو هذه الذكرى لدى إخواننا من الشيعة تأخذ شكلاً احتفالياً يتطور ويتغير سنة بعد أخرى، وحتى مع كوني أتوجس من النظر عبر ال"يوتيوب" إلى ما يحدث من ضرب وندب ونحيب وبكاء وإسالة دماء إلا أنني أظن أن ما يحدث إنما هو تجسيد فلوكلوري، مسرحه الميدان وساحات الشوارع، وقد يتصاعد الحماس بالمؤدين إلى شيء من المبالغة في اللطم والضرب وتسييل الدماء بما يشابه الخروج عن النص في بعض المسرحيات لكنني ما زلت أظن أن ما نشهده نحن السنة عبر ال"يوتيوب" إنما هو جزء واحد من المناشط التي تقام خلال ثلاثة أيام من تقاطر وتوافد للناس في هذه المناسبة، وتكليف مجاميع من المتطوعين أو حتى المحترفين لتولي الطبخ وتقديم الطعام للناس المنشغلين بالعزاء، وهو ما يعرف بعيش الحسين، وأيضاً فإن من مظاهر هذا اليوم تزاور الناس، وفيه أيضاً تنصب الخيام والأكشاك وتزدهر فيه البيوع والمشتريات والتقايض، إنه عيد مشهود، أو مهرجان تقام فيه العديد من الفعاليات والمناشط الجماعية. وعندنا هنا في المملكة يحتفل إخواننا الشيعة بهذه المناسبة كسواهم من شيعة العالم، يحزنون ويلطمون، ويتعشون ويتمسرحون، ويتبادلون العزاء كما يتبادلون المنافع، ويتولى قسط منهم الرفادة، وبعضهم السقاية، ويتقاسمون العمل في مناسبة ظاهرها السواد والبكاء وتأنيب النفس وجلد الذات لكن باطنها يشي بالاحتفال والتجديد والإعادة والمشاركة الاجتماعية والفرح بعودة المناسبة. جبلت النفس على أن الإعادة للشيء كفيلة بخلق هاجس الانتظار لهذه المناسبة، ولهذا نفرح بيوم العيد ولو كان كسائر الأيام الأخرى. أريد أن أقول في خلاصة الكلام إنه لا يجب أن نغضب مما يحدث من احتفال بهذه المناسبة في القطيف مثلا، وعلينا أن ندرك أن هذا إنما هو تعبير عن التعددية، حتى مع كون الكلمة (التعددية) قد تتسع على تباين المذهب تحت مظلة الدين المشترك، لكن الأمر في كل حال هو إعطاء الحرية للمواطن ليمارس طقوسه بما لا يؤثر على وحدة هذا الوطن، وعلينا أن لا نحشر كل المختلفين معنا في زاوية الإقصاء، ولهذا قلت في العنوان (حاشوراء) كما علينا أن نتشارك في مناسباتنا أو كما يقال بالعامية الدارجة (نتخاشر) وذلك خير من التنابز والتخاصم، فإنك لن تشيعني ولن أقسرك على أن تتسنن، لكننا جميعا تحت مظلة الراية الوطنية الواحدة.