القرار الذي تم التصويت عليه بداخل أروقة مجلس الأمن بالإجماع غير محقق لآمال الشعب السوري المفقودة، وذلك بحصره على جزء واحد من عناصر المشكلة، وترك الأجزاء الأخرى التي تكوّن جوهر ولب وأساس المشكلة القائمة التي يعاني منها شعب سوريا الأمرّين، وفحوى القرار ركّز بشكل مباشر على (تدمير وتفكيك الترسانة العسكرية) للنظام القائم، وهذه الترسانة التي تركّز القرار حول تدميرها، قد تم نقلها وتسريبها من المخازن المعدّة لها بداخل سوريا إلى خارجها، إلى الدول والأحزاب التي تساعد وتساند النظام السوري الظالم لنفسه ولشعبه، وروسيا صوتت لصالح القرار لكونها تعلم علم اليقين بأن الترسانة المشار إليها بالقرار لم تكن موجودة حاليًّا في مخازن النظام السوري، ولم يبق منها إلاّ النذر اليسير، وهذا الشيء القليل جدًّا هو الذي سيُطبّق عليه القرار الذي صدر، وتدميره يعطي للنظام السوري القائم الحجة بأن ترسانته تم تدميرها من قبل المجتمع الدولي، وهو يحتفظ بها في مخازن الأصدقاء من الدول والأحزاب حتى تسلم من التدمير، والدليل بأن القرار لا يُحقِّق آمال الشعب السوري المرجوة من المجتمع الدولي، أن القرار لم يقر التدخل العسكري لإيقاف آلة التدمير العسكرية الشرسة التي يقوم بها النظام باستخدام الصواريخ والطائرات والدبابات والمدرعات والراجمات وكافة أنواع الأسلحة. والقرار لم يصف بشار الأسد وزمرته بأنهم مجرمو حرب ليتم جرّهم إلى محكمة الجنايات الدولية، والقرار برمته لا يُقدِّم للشعب السوري ما يُمكن أن يحقق لهم الخلاص، ولم يُخلِّص شعب سوريا من آلة القتل والظلم والعدوان.. وترك المشكلة السورية على وضعها الحالي يكون مدعاة إلى وجود العناصر المتطرفة والعناصر الإرهابية التي تحاربها كافة الدول، والحالة هذه فإن المعارضة السورية وجيشها الحر بحاجة ماسّة إلى تقديم كل صور العون والمساعدة والمساندة من المجتمع الدولي من ذلك الدعم السياسي والمعنوي والمادي والسلاح الفاعل لتوازن القوة على الأرض. أسأل الله تعالى أن ينصر الحق وأهله، وأن يخذل الظلم وأتباعه، وأن يجعلهم أكبر عبرة للمعتبرين، وأن يحل بهم ما أحل بالأولين الطغاة المتهورين.. والله الموفق. هليل راشد السهلي - المدينة المنورة