الأمور المفروضة والمطلوبة من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن أن تكون أصواتها صوتًا واحدًا وسياساتها متفقة تمام الاتفاق في الظاهر والباطن واتجاهاتها الخاصة والعامة موحدة في كل أمر حتى تكون لها المكانة الممتازة التي بها تكون بمثابة الحارس الأمين لحماية القانون الدولي المعاصر ومنع الاعتداء على كيانه، وأن تتصف هذه الدول بصفات العدالة والشفافية والمصداقية والموضوعية الكاملة الشاملة في كل القضايا وفي كل مكان من العالم.. وأن تجرد القانون الدولي من براثن الأمور التالية: - الأمر الأول: إلغاء أسلوب (حق الفيتو الجائر) حق النقض، لكونه أسلوب جرم وعدوان وبه يُنصر الظالم ويُهان المظلوم، وإجازة اتخاذه خرقًا لمفهوم العدالة والإنصاف. - الأمر الثاني: تجريد القانون الدولي من التعامل بمفهوم ازدواج المعايير الذي يساند الباطل ويبطل الحق، وبه تعطى الحقوق لغير أصحابها، وهو من صور الظلم والعدوان التي بها تُهان حقوق الإنسان. - الأمر الثالث: أن يُجرَّد القانون الدولي من سياسة الشد والجذب الحاصلة بين آراء الدول دائمة العضوية، وذلك نتيجة الخلافات القائمة بين هذه الدول حول الحلول المثلى لحل القضايا المطروحة. - الأمر الرابع: أن تتخلى روسيا عن السياسة المطاطية التي تمارسها في القضية السورية منذ تفجر هذه الأزمة وحتى هذه اللحظة. وسياسات روسيا المطاطية في الأزمة السورية كثيرة، منها: 1- طلبها إعطاء الحلول السلمية القدر الكافي، وهي تدرك تمام الإدراك بأن النظام السوري غير جاد في الموافقة على هذه الحلول والأهداف هي المماطلة والتسويف وإطالة مدى المعركة للبحث عن النصر فيها. 2- طلب إرسال الوفود المتتابعة والمتكررة؛ وهي لديها المعرفة الكاملة بفشل كل هذه المحاولات، وروسيا هي التي تخطط لكل ذلك، وتنفذه بالوكالة والوصاية عن النظام السوري المتهالك. 3- بعدما رأت روسيا أن المجتمع الدولي مصمم وعازم على توجيه ضربة عسكرية موجعة لبشار الأسد بموجبها تدمر قدراته العسكرية ومنشآته الحيوية ومخازن الأسلحة الكيماوية وتقديمه وكل رموز نظامه للمحاكمة الجنائية بالمحكمة الدولية، عادت إلى سيناريو السياسات المطاطية قائلة: إن النظام السوري يضع سلاحه الكيماوي تحت المراقبة الدولية. وهذا الكلام ما هو إلا ضرب من ضروب الخيال والكذب والخداع وكسب الوقت لتوزيع السلاح المحرم على الدول الصديقة، وروسيا هي نفسها التي تقدم للنظام الفاشل النصح والإرشاد المتواصل في الظاهر والباطن. وعلى المجتمع الدولي الإسراع بالضربة العسكرية العاجلة لبشار ونظامه قبل فوات الأوان، وأن تجعله يفقد الأمن والأمان، وأن يلحق به الأذى والهوان. هليل راشد السهلي – المدينة المنورة