دعت الحكومة السورية الأممالمتحدة إلى منع أي هجوم تستهدف أراضيها، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراره شن عملية عسكرية محدودة ضد دمشق. ودعا المندوب السوري الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري في رسالتين متطابقتين وجههما باسم الحكومة السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة مجلس الأمن الدولي ماريا كريستينا برسفال، إلى بذل جهود قصوى لمنع أي عدوان على سورية، والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة. كما دعا الجعفري مجلس الأمن الدولي إلى "التمسك بولايته والحفاظ على دوره كصمام أمان يحول دون الاستخدام العبثي للقوة خارج إطار الشرعية الدولية". وأعاد إلى الأذهان أن الحكومة السورية حذرت منذ أكثر من عام من المخاطر المترتبة على احتمال قيام "مجموعات إرهابية" باستخدام المواد الكيميائية في سورية. ولفت إلى أن كل ذلك "تزامن مع حملة إعلامية وسياسية ودبلوماسية بقيادة بعض الدول المسؤولة بشكل مباشر عن سفك الدم السوري ومنع الحل السلمي.. وتحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام أي مواد كيميائي توطئة لاستغلال هذه الذريعة مستقبلا ضد سورية". وأضاف الجعفري:"تؤكد الحكومة السورية من جديد أنها لم تستخدم السلاح الكيميائي إطلاقا، بل هي من بادر إلى الطلب من الأمين العام تشكيل فريق تحقيق علمي وموضوعي للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل بتاريخ 19 مايو 2013". من جانب اخر أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن توجيه ضربة عسكرية لنقاط محددة في سورية وعدم حل الأزمة من جذورها يعقد الأمور أكثر مما هي عليه الآن. وأشار أردوغان في كلمة ألقاها في مركز المؤتمرات في إسطنبول الأحد 1 سبتمبر إلى أن الأزمة السورية بدأت منذ ما يقرب من عامين ونصف العام، وأن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا، وأكثر من مليونين تركوا بلادهم ولجأوا إلى الدول المجاورة خلال هذه الفترة، وأن النظام السوري واصل عمليات القتل حتى استخدم الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق. وأضاف أن "الأممالمتحدة وقفت عاجزة أمام ما يحدث في سورية، ولم تتخذ إجراء جديا لوقف المجازر، البعض يقول إنه يجب القيام بضربة عسكرية لأن الأسد استخدم السلاح الكيميائي. نعم، قتل عدد كبير بالسلاح الكيميائي، أنا أتساءل: قتل أكثر من 100 ألف شخص بسلاح غير كيميائي، هل هؤلاء ليسوا بشرا، ألن نتحرك من أجلهم، لأنهم قتلوا بغير الكيميائي؟". وذكر أن عجز الأممالمتحدة عن اتخاذ أي إجراء بحق النظام السوري هو في الأصل دعم وتقديم مكافأة له على ما يقوم به من مجازر، حيث قال إن "المجتمع الدولي صامت، العالم أجمع يغمض عينيه وقلبه أمام المجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبه". وأكد أردوغان على ضرورة إصلاح الأممالمتحدة، لافتا أن "السياسة التي تنحصر بين شفاه خمس دول دائمة العضوية، ليست سياسة، وإنما ظلم".